محمد حمدي
انتهت مشاركة منتخبنا الوطني للناشئين في بطولة آسيا بكرة القدم المقامة حالياً في ماليزيا مبكراً بعد خروجه من الدور الأول خالي الوفاض من خسارتين أمام كوريا الجنوبية واستراليا وفوز يتيم بشق الأنفس على منتخب افغانستان وتوقفت بذلك أحلام هذا الفريق من الوصول الى مونديال العالم للناشئين العام المقبل في بيرو ومن جميع البطولات المتبقية للموسم الحالي، حيث خرجنا من بطولة غرب آسيا أيضاً بهزائم متلاحقة ومشاركة غير محسوبة العواقب عدّت مهراً للبطولة الآسيوية .
المتتبع لهذه الصورة المأساوية يرى أن جيلاً من اللاعبين الصغار فقد فرصته أو تعرض للدفاع عن ألوان الكرة لدينا في فترة هي الأسوأ والأكثر ايلاماً وتجريحاً في تاريخ كرة القدم العراقية، حيث نال هذا الفريق الذي انشأ على دفعتين مرة مع المدرب علي هادي وتلاشى فضائحياً في حادثة المطار الشهيرة وإثبات تلاعب أغلب اللاعبين بأعمارهم الحقيقة، ومرة أخرى مع الكابتن فيصل عزيز، الذي لم يسلم من الاتهامات أيضاً وخاض المغامرة لأول مرة على رأي المدرب بأعمار حقيقية وهو ما لم يحصل سابقاً باعترافات رسمية، الأمر الذي ينسخ من الذاكرة بطولات كبيرة طالما تغنيّنا بها وآخرها بطولة آسيا للناشئين في الهند ومعها تمس الاتهامات أسماء ونجوماً لامعة في سماء الكرة العراقية وكان التزوير هو ثقافة كل منتخب سابق .
المهم ومن بوابة رب ضارة نافعة ومن يدري، فربما صححت هذه البطولة ومارافقها مشوار البطولات المقبلة على أنها تجعل الكادر الفني ومن خلفه الاتحاد يفكر ألف مرة في اختيار نوعية اللاعبين ومناسبتهم للحدث الرياضي الذي يقترن بالفئات العمرية قبل أن يقرروا المشاركة فيها، هذا هو الأهم مع وضع هدف واحد هو السير باللاعب العراقي وفق معياره الزمني كما تفعل الدول الأخرى التي سبقتنا كثيراً، وليس التبرير الذي انطلق على قدم وساق بعد البطولة حول تزوير الفرق الأخرى للاعبيها والتلاعب بأعمارهم وهي فرضيات غير مقبولة لتلميع صورة مجهولة لهم ومعروفة لدى الجماهير، وحتى إن حدث بعضها على نطاق ضيّق، فليس من سبب يدعونا للعودة الى المربع الأول على رأي السياسيين لدينا ومن الأفضل أن نطوي سجلات التلاعب بالأعمار في ركن النسيان الى غير رجعة وتجنب عناء البحث عن مبررات لاتسمن من جوع، وإن أرادوا أو زادوا في النقاش بهذا الجانب .
أود أن أرد بصفتي الموفد الإعلامي مع الفريق وقريباً من الفرق المشاركة، وإن جميع من التقيتهم، واقصد اللاعبين، هم من صغار السن، وإن اختلفت بنيتهم الجسمانية، كما أود أن أشير الى أن منتخبنا كان من الممكن أن يخرج بنتائج أفضل من تلك التي تعرض لها لو أنه أُعدّ جيداً لفترة كافية، وهذا الأمر لاخلاف عليه وسهب مدرب الفريق في شرحه والسبب الآخر، لو أن ادارة الوفد نجحت في إبعادهم عن الأجواء المشحونة وتقولات مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت تصل الى اللاعبين يومياً بأدق التفاصيل وتضرب مخيلاتهم الصغيرة بعنف وقد أثر ذلك دون أدنى شك في مستوى اللاعب البدني والذهني .
الخلاصة من القول السابق أننا اذا كنا ننشد الأفضل في العمل بمسار صحيح دونما تزوير وتلاعب، فهذا ليس كل شيء، هناك أيضاً الادارة الناجحة التي يجب أن تتخطى جميع الكبوات السابقة وتتعلم منها فن الإدارة واحترافها في جميع التفاصيل مهما كانت صغيرة لأنها مؤثرة، كما يجب أن اؤكد على التعاطي الايجابي مع الإعلام الرياضي بمختلف مسمياته في البطولة والتعامل مع مايطرح ليس كإسقاط فرض وإعادة الاحاديث المكررة من المدرب ورئيس الوفد، والأفضل أن تطرح جميع الجوانب المتعلقة بمعسكر الوفد وتمرينه الداخلي والخارجي أيضاً في حينها وهو ما من شأنه أن يعين الادارة كثيراً عبر تسليط الضوء على مفاصل العمل والإسهام في حلحلة أية معرقلات توجهه بسرعة وحكمة، لقد انتهت مشاركة منتخب الناشئين وطويت صفحتها وقريباً ستنطلق بطولة الشباب بأندونيسيا، نتمنى أن يكون الحال أفضل في المشاركة الشبابية وتُعاد للكرة العراقية هيبتها المفقودة.