علي حسين
لا تسأل عزيزي القارئ.. لماذا تحوّل خميس الخنجر من متّهم مطلوب للقضاء بتهمة الإرهاب، و لاتسأل ما حكاية مصادرة قرار مصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة التي بشّرنا بها القضاء قبل أربعة أعوام، ولا تسأل لماذا أصدر حزب الدعوة قبل عام بياناً ثورياً أكد فيه أن"الأمين العام لحزب الدعوة نوري المالكي حريص وضمن ثوابته على عدم التواصل او اللقاء أو دعم أي شخصية مطلوبة للقضاء أو متورطة بدعم الإرهاب، خاصة الشخصيات التي كانت سبباً في إثارة الفتن ودخول داعش الى العراق وان لانية للقاء الخنجر أو الوساطة له للعودة الى العملية السياسية"..ولأنني مثل كثير من أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره، لانعرف بالضبط لماذا أخبرنا خميس الخنجر ذات يوم بأن كل ما حدث في العراق هو بسبب الأداء الظالم لحكومة المالكي"..ولأنني ايضا كنت ولا أزال مدمناً على أحاديث الزعيمة حنان الفتلاوي التي كانت تذكرني بأن غياب الخدمات وضياع المليارات والقتل على الهوية والبؤس والفقر والحرمان هو بسبب الخلاف بين طوائف الشعب، وأن معركة البناء الحقيقية يجب أن تكون بين معسكر الشيعة من جانب وأعدائهم السُّنة من جانب آخر، وهي شطارة استطاعت الفتلاوي بفضلها الحصول على المنافع والمناصب والامتيازات والفضائيات، وأنتجت لنا في النهاية برلمانا طائفيا وحكومة محاصصة مقيتة، وكان ظهور أمراء الطوائف بوجوههم الكالحة أول خرق للتنوع الديني والاجتماعي والثقافي الذي امتاز به العراق على مـرّ عصوره.
سيقول البعض إنه من العبث أن تتوقع من سياسيين ساهوا في نشر الخراب، أن يؤسسوا خطابا وطنيا يرفع لواء القانون لأنهم يبنون"سلطاتهم"على تغييب القانون وامتهانه واحتقار عقول الناس.
أعرف كما يعرف ملايين العراقيين أن المصيبة فادحة، وأن ما جرى بحق هذه البلاد فوق الاحتمال، اليوم نتساءل هل نصدق الصورالتي يبتسم فيها الخنجر والفتلاوي والمالكي أم نصدق قرار القضاء العراقي؟ أم سنكتشف ولو متأخرا أن ما جرى هو طبخات للاستخدام وملء فراغ أدمغة الناس الحائرة؟ هل نصدق ان مؤتمرا يعقد بين أصحاب الصورة سيزيل آثار الحريق، وسيعيد البسمة الى وجوه العراقيين وهم يسمعون ان المصالحة تالمستدامة التي رفع لوائئها عامر الخزاعي حققت نتائجها"العظيمة"واستطاع محمد الحلبوسي ان يحظى بلقاء الكاتبة الدرامية فجر السعيد في الكويت للاتفاق على جزء ثان من مسلسل الحيالة وما هي الصورة الجديدة التي ستوزع فيها الابتسامات، وما هو المخطط الجديد الذي سيخرج من أروقة الساسة، الذي يضعنا في أتون أزمة جديدة؟ متى سيكون الحريق القادم؟