TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ليلة البحث عن مانديلا!

العمود الثامن: ليلة البحث عن مانديلا!

نشر في: 2 أكتوبر, 2018: 09:06 م

 علي حسين

كلّما يأتي ذكر الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا، يخرج علينا مَن يطرح سؤالا: لماذا لايوجد مانديلا عراقيّ؟، بالأمس حمل بريد الصحيفة عدداً من التعليقات حول مقال"من أول صورة"ينبهني أصحابها لأنني صدّعت رؤوسهم بالحديث عن التسامح ونسيان الماضي، إلا أنّ صورة جمعت خميس الخنجر مع نوري المالكي أثارت حفيظتي!.
نعم أنا مع نسيان الماضي وقد اخترت الكتابة عن التسامح الذي يصنعه رجال دولة حقيقيون لا تجار صفقات في الغرف المغلقة، وأوضحت في أكثر من مقال أنّ الكوارث التي حصلت خلال الخمس عشرة سنة الماضية لاتحتاج الى ذكاء لكي نكتشف ان العراقيين دفعوا ثمن غياب الخير والأهم أنهم دفعوا ثمن غياب المسؤولية الوطنية، واعلاء شأن الطائفية والحزبية.
البعض يتحدث عن مانديلا وهو لايريد أن يعرف أنّ الرجل لم يأتِ من فراغ، لا أريد أن أسرد حياة مانديلا ونضاله، فقط يهمّني أن أُشير إلى تفاصيل صغيرة جداً ربما لاينتبه لها البعض، فقبل أعوام أقام المتحف البريطاني معرضاً عن الأديب الإنكليزي الشهير وليم شكسبير، وفي المعرض تمّ عرض نسخ من الطبعات التي صدرت بها أعمال شكسبير، ومن بين هذه الطبعات كانت نسخة من الاعمال الكاملة أثارت اهتمام الزائرين، لم تكن النسخة بخطّ شكسبير، وإنما هي الأعمال الكاملة التي هُرّبت قبل أربعين عاماً إلى زنزانة مانديلا. وقد لاحظ زوّار المعرض أنّ مانديلا قام بوضع حواشي وهوامش كثيرة على صفحات شكسبير، في واحدة من هذه الحواشي يشكر حراس سجنه من البيض لانهم جازفوا وهربوا له اعمال شكسبير.وفي هامش آخر يكتب تعليقا على مسرحية هاملت :"السياسي الشجاع،لا يبحث عن غرائز جمهوره، بل عن عقولهم"
سحر مانديلا العالم ليس لأنه سُجِن اكثر من ربع قرن، بل لأنه كان صاحب الشخصية الساحرة والمناضل المتسامح داخل السجن وخارجه، الرئيس الذي رفض إعادة إنتاج الظلم، ممن أراد نيلسون مانديلا أن يحمي أبناء جلدته؟ أراد أن يحميهم من ضغائن النفس. يقول دي كليرك آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا :"لقد ضبط العم مانديلا في نفوسنا جميعاً غريزة العنف والكراهية".
ساظل أكرر ما قلته في هذا المكان من قبل: العراق يحتاج الى قوى سياسية فاعلة تنبت من هذه الأرض لاتعترف بفلسفة خضير الخزاعي التي حاول أن يطبقها أيام"المصالحه المستدامة، حيث حاول ان يجمع الرجل الفسيفساء العراقي ليصنع منه معجون محبّة"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram