سنان باسم
أي مبعث سارٍ تقصده الكوميديا في نفس المشاهد ، والغاية بيضاء هدفها صنع الضحك والارتياح ، من فيلم لاتكلف نفسك في متابعته ، سوى الاستمتاع بقراءة الترجمة ، وتفسير مايبتغيه المؤلف في مضامين الحوار ، فيلم " Johnny English Strikes Again " ، محصلة كوميديا للممثل البريطاني روان أتيكنسون ، الممثل الذي توفي بعدد أعماله ، ونال من الشائعات الدرك الاسفل منها ، حيث الموت دون سواه , الفيلم يمر على مراحل من الترحال والبحث ، من بريطانيا الى اجواء فرنسا الخلابة ، والقصة تنطلق من هجوم قرصنة الكتروني ؛ تتعرض له الاستخبارات البريطانية ، بعد فضح عملائها على مستوى أوروبا والعالم تحت اسماء وشخصيات سرية ، ليصل الأمر الى أعلام رئيسة الوزراء بالأمر لتسارع باصدار امر بضرورة التحرك ، المؤلف هنا استند على أمر مطروح في سياق مختلف الأفلام وهو الاتكاء على شخصية مستقيلة من العمل الاستخباري ، وهي القادرة على فك اللغز أو قتل الغول إن وجد ، لينتهي الامر عند جوني الذي أصبح يدرب الصبية في إحدى المدارس الداخلية فن الاختفاء وصناعة الافخاخ ، إذ تصله رسالة تطلبه الى لندن على وجه سرعة .
المرحلة الثانية تبدأ بالتكليف وشرح أبعاد العملية ، وكأن الأمر مشابه الى جيمس بوند ( 007 ) ، ليختار جوني مساعده وينطلقا بالبحث عن الفاعل الحقيقي في إفشاء اسماء وصور العملاء البريطانيين السريين ، لتظهر أول بوادر المؤامرة من خلال سفينة تتوسط البحر في جنوب فرنسا والتي يتضح أمرها بأنها هي التي تحمل المستقبلات والمرسلات السرية التي كشف من خلالها أمر العملاء ، ومن هنا تبدأ المغامرات التي تتكشف فيها الخيوط الاولى ، في اتضاح أمر الاستخابرات الروسية وتورطها بالأمر , من خلال حديث العملية السرية Ophelia الروسية المتحجرة القلب والمشاعر كعادة هوليوود في ابراز وترسيخ الصورة النمطية الباردة للعميل او المواطن السوفيياتي سابقاً والروسي حالياً حيث تؤدي دورها الممثلة Olga Kurylenko ، اذ ينساب المؤلف والمخرج على حد سواء الى مسار جيمس بوند في الموسيقى والاداء واستخدام السيارة والادوات ، إذ تبدو السخرية على أعلى مستوياتها ، بالإضافة الى ملاحقة العميلة الروسية لجوني الذي يتصرف برفعة الانكليز في مواجهة برود الروس ، وليستمر الصراع وتستمر الملاحقة ، حتى يظهر للعيان Jason والذي يلعب دوره Jake Lace، ذلك المهندس الشاب الغني والذكي ، والذي يتضح فيما بعد بأنه المتورط في كل عمليات القرصنة والعبث بحركة السير في شوارع لندن ، إذ تطلبه بشكل شخصي رئيسة الوزراء البريطانية بعد أن تنطلي عليها الحيلة ، وتحاول تقديمه الى زعماء ورؤساء العالم في أحد الاجتماعات التي ستحتضنها اسكتلندا ، ظناً منها بأنه سيطرح منهجاً جديداً لحماية بلدانهم من المخاطر ، لتتعقد مهمة جوني في البحث واقناع الحكومة البريطانية وعلى رأسهم رئيسة الحكومة بأن الخبير الشاب متورط في عمليات القرصنة تلك .
هذا الفيلم الذي حصل على تقييم 6.3 بحسب موقع IMDb افتقر الى حبكة الكوميديا الضاربة ، وأضاع المتلقي متاهات بعض المشاهد التي غيرت من ثوابت بعض الشخصيات ، ليسحبنا أيضاً الى مساحة سياسية شغلت العالم حالياً ، تمثلت بتدخل الروس في الانتخابات الاميركية وتشويه صورة الروس في مختلف المحافل السينمائية والدرامية ، ليتماشى الفيلم مع زخم النتاجات التي سبقته متناولا بالقصدية الخشنة ، صراعاً بريطانياً روسياً ، ليعيد الى الاذهان أيام الحرب الباردة ، وليحذف من أذهاننا براءة المحتوى الكوميدي كما عهدناه على يد " مستر بين " ودبه الصغير الذي يعبث معه ، الى العبث مع دب روسي كبير يسير على نهج ( كل شيء مباح في الحب والحرب ) .