TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مؤامرة نوبل!

العمود الثامن: مؤامرة نوبل!

نشر في: 6 أكتوبر, 2018: 10:44 م

 علي حسين

أعلنت الحكومة الصينية أنها حوّلت منزل خبيرة الأعشاب الصينية"تو يو يو"الحائزة على جائزة نوبل للطب عام 2015، الى مرفق سياحي، بعد أن جذب الكثير من السياح الساعين الى معرفة هذه المرأة العجيبة التي عاشت أكثر من أربعين عاماً من حياتها تعمل بصمت في مشروع سرّي تبناه الجيش الصيني للقضاء على مرض اسمه الملاريا، وقدمت للعالم درساً في المثابرة لامكان فيه لجمل وشعارات عن عملاء البورجوازية وأصحاب الأجندات الانحرافية الإمبريالية الرجعية، التي تسببت في حرمان حنان الفتلاوي من جائزة نوبل للسلام التي ذهبت هذا العام بفضل الصهيونية والماسونية والإمبريالية الى شابة عراقية تهمتها الوحيدة أنها كانت شجاعة في كشف زيف عصابات داعش ومعهم بعض الذين يرون أنفسهم وكلاء للدين يصرّون في خطبهم وأفعالهم على أن يثبتوا للعالم أننا خير أمة في فنون القتل والحرق والذبح.
منذ يومين وكعادتنا في الاختلاف، اختلفنا حول فوز العراقية نادية مراد بجائزة نوبل للسلام، البعض تصور أن الجائزة هي مؤامرة على الإسلام، وأن هناك جهات تريد أن تربط العراق بالقوى الإمبريالية التي يطالب ساستنا"الأجلّاء"بمحوها من الوجود، فيما امتلأت صفحات الفيسبوك بالسخرية من الجائزة،لأنها أدارت ظهرها للنواب العراقيين الذين حققوا لنا خلال 15 سنة، سلاماً وأمناً مجتمعياً تحسدنا عليه السويد التي تريد أن تضحك على الشعوب بجائزة"مشبوهة"!.
في زمن الفوضى ثمة نوعان من البشر: واحد يطفئ نار الفتنة، وآخرون يستميتون من أجل النفخ في رماد الخراب، النوع الأول لم نلتق به في"عراق المؤمنين"لكننا شاهدنا وعايشنا النوع الثاني من"النافخين"الذين طالبوا بتطبيق التوازن في الضحايا، بعد أن سرقوا البلاد باسم المحاصصة السياسية، تُسمي الفائزة بنوبل للآداب السيدة"سفيتلانا أليكسييفيتش"هذا النوع من البشر بأنه طفح سياسي، لابد من معالجته قبل أن يتحول الى مرض مميت، تعذرني صاحبة نوبل فإننا تجاوزنا مرحلة الطفح الجلدي الى مرحلة المرض الخبيث الذي أصاب العديد من صفحات الفيسبوك التي سخرت من نادية مراد لأنها إيزيدية، ولأنها كانت شجاعة في الحديث عن مأساتها.
نادية مراد ومعها الطبيب الطبيب دينيس مكويغي هما بطلا هذا العصر، اللذان ربحا معركة الحياة، مثلما قالت ميركل في تعليقها على فوزنادية بأنها امرأة رائعة أطلقت صرخة نحو الإنسانية وسط فظائع لا يمكن تصورها، في الوقت الذي طالب فيه"ناشط"فيسبوكي عراقي برجم نادية مراد ومنعها من دخول العراق،لأنها سرقت استحقاقاً كان من نصيب المناضلة عواطف النعمة!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram