محمد حمدي
المتابع لما يطرح من قبل اتحاد الكرة حول استعداد منتخبنا الوطني بكرة القدم لبطولة الأمم الآسيوية التي ستقام في الإمارات العربية المتحدة مطلع العام المقبل لابد له أن يشعر بأن الأمور تسير على أعلى مستويات الجدية والحرص بما ينسجم مع حجم البطولة ومكانتها التي سبق وأن أحرزنا كأسها الوحيد عام 2007 ، وبذات الوقت قد استوعبنا الدروس المؤلمة من آخر مشاركتين وما جرى فيهما من تغييرات للمدربين وتشكيل منتخب طوارئ قبل انطلاق البطولة بأيام معدودة كما حصل في استراليا 2015 وتكليف المدرب راضي شنيشل بمهمة تولي إدارة المنتخب قبل 20 يوماً فقط من انطلاق البطولة.
والمهم من جميع إعلانات اتحاد الكرة هو أن السلوفيني ستريشكو كاتانيتش مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم قد بدأ التحضير فعلاً للبطولة بقوة في البطولة الرباعية المثيرة التي ستنطلق في العربية السعودية بمشاركة منتخبات الارجنتين والبرازيل والسعودية وهي بلا شك مكسب كبير للمدرب ولاعبيه للوقوف على المستوى الحقيقي للجميع وإجراء التغييرات الضرورية التي ستسجّل وفق سير انجازاتهم في مباريات كبيرة يخوضها منتخبنا ولم نألف لها مثيل حيث اعتدنا في فترات سابقة على لقاء منتخبات الدول المجاورة في أكثر تقدير مع إلغاء أغلب ما يعلن عنه من جدول مفترض للمباريات الودية ولو استعرضنا القائمة فإنها ستكون دون أدنى شك طويلة جداً لمباريات أعلن عنها ثم أهملت بعد التصريح ولو لم تكن بطولة السعودية مؤكدة فإن سواها ليس كذلك وقد بدأت إعلانات الإلغاء تظهر تباعاً كما في مباراة نيوزلندا، هذه الإلغاءات والاعلانات بذات الوقت تضعف صورة الاتحاد كثيراً بعيون جماهيرنا الرياضية الكبيرة التي تريد أن تتعامل وتتفاعل مع ما يطرح على أنه حقيقة موثوقة وليس مجرد كلمات للاستهلاك المحلي لا فائدة منها، ونحن أزاء التحضير لبطولة هي أكبر ما تبقى لنا في الفترة المقبلة وننتظرها بشغف كبير .
الأمر الآخر الذي لابد من التذكير به جيداً هو أن المدرب كاتانيتش قد تولى المهمة بكل تفاصيلها وانتهى الأمر الى هذا الحد وعلينا القبول بما يرسمه هو شخصياً من إضافات لاعبين وإبعادهم حسب رؤيته دون الضغط باشراك آخرين وإبعاد مثلهم طالما كان هو الأصلح ومن وقع عليه الاختيار لاكمال المهمة، وقد نصطدم بنتائج صعبة خلال البطولة الرباعية أو المباريات الأخرى المعلن عنها مع بوليفيا وعدد من المنتخبات الكبيرة الأخرى أن تمّت فعلاً وهذا لا يعني بالضرورة أن المنتخب قد ذهب للفوز بها مع إنها ستحسّن موقعه في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي لكرة القدم، بل العكس هو الصحيح أياً كانت النتائج فإنها ستصب في هذه الفترة المعقولة لصالح منتخبنا في كأس الأمم الآسيوية التي تنتظره فيها مباريات كبيرة ولن تكون سهلة أبداً.
وفرة اللاعبين المحترفين ومثلهم في الدوري المحلي هي أحد العلامات الجيدة والسلاح الثاقب بيد المدرب وقد نختلف معه في جزئية ولا يعني ذلك إننا الأصح في الرؤية والمهم في المعادلة هو الحصول على منتخب كبير يستطيع الدفاع عن ألوان الكرة العراقية في أكبر البطولات ولن يكون صيداً سهلاً للفرق الأخرى، وتتلاشى جميع المسمّيات بعد نزوله أرض الملعب، فالوقت المتبقي هو وقت مناسب بيد المدرب وعلى الاتحاد أن يسير بذات الروحية التي يتم الإعلان عنها يومياً والتفاعل مع الطلبات بأريحية ومرونة وهذا هو المطلوب في الوقت الراهن، فالمنتخب الأول وانجازاته هو غاية ما يطمح ويريد جمهورنا وإعلامنا الرياضي وتكرار إنجاز 2007 هو الأمل والنجاح للرياضة العراقية بصورة عامة .