أربيل / علي البيدر

شؤون الفن والفنانين كانت حاضرة ضمن فعالياات معرض اربيل الدولي للكتاب عبر جلسة معنونة ( الفنان بين وزارة الثقافة ومرجعيته النقابية) قدم الجلسة وادارها د. علي المرهج الذي اشار الى اشكالية هذه العلاقة وديمومتها من وزارة الى اخرى عبر سنين التغيير النيساني. فيما قدم نقيب الفنانين د. جبار جودي شرحا مفصلا عن أبرز مشاكل العلاقة بين المؤسسات الثقافية لاسيما النقابية منها بوزارة الثقافة داعيا الى ايجاد مخارج للأزمات التي تعترض مسيرة الحركة الفنية في البلاد , لافتا الى ان الفن يمثل صورة البلد لدى الاخرين اضافة الى كونه سلاحاً لمواجهة العنف السائد .

وأكد جودي على اهمية إعداد آلية عمل لإحياء النقابة من جديد بعد الخراب الذي اصابها مؤخرا مضيفا ان اولى الخطوات التي اتخذتها النقابة بعد انتخابها قبل شهرين هو ايجاد (إميل ) خاص بها ورقم هاتف اضافة الى انشاء موقع إلكتروني وحساب مصرفي بعد ان كانت لاتمتلك كل ذلك ، فيما اكد استعداد النقابة لإقامة مهرجان الاغنية العاطفية والوطنية وعن دور وزارة الثقافة في مؤازرة الحركة الفنية قال جودي : ان وزارة الثقافة تحتضر كونها تعمل على وفق بيروقراطية مكثفة فالوزارة تعامل الحركة الفنية بشكل "طبقي" في جميع المجالات الامر الذي تسبب في تقويض الابداع الفني في البلاد وسنعمل على ان تكون المرحلة المقبلة مرحلة اصلاحية بحتة .
في الحديث عن العلاقة بين وزارة الثقافة وبين المؤسسات النقابية والتجمعات المهتمة بالجانب الثقافي في البلاد نجد هناك ازمة واضحة بينهما الامر الذي انعكس سلبا على واقع الحركة الثقافية في البلاد لاسيما على الصعيد الفني ، فيما لفت د. جمال العتابي الى ان سبب الازمة بينهما ان وزارة الثقافة تمثل السلطة الحاكمة حيث ولدت حذرا واضحا بين كل من يتعامل معها اضافة الى عمل الوزارة على وفق ما يملي عليها البرنامج الحكومي . العتابي اشار الى غياب الرؤية والستراتيجية الموضوعية في عمل جميع المؤسسات الثقافية في البلاد ومنها وزارة الثقافة
نقيب الفنانين العراقيين اكد ان غياب الوزير المثقف في تولي الوزارة منذ العام 2003 انعكس سلبا على واقع العملية الثقافية في البلاد ومنها الحركة الفنية وهذا واضح عبر اقحام مؤسسات الوزارة في البيروقراطية المكثفة عبر اتباع اساليب جمدت الحراك الثقافي في البلاد لاسيما مع الموظفين الحكوميين العاملين في الوزارة ، كما اشار الى وجود دخلاء على الثقافة تسببوا في تشويه صورها عبر ادخال مشاريع فساد في المؤسسات المرتبطة بالثقافة ومنها منحة نقابة الفنانين التي وصل عدد اعضائها الى ( 34) الف عضو مؤخرا بعد ان كان الرقم ( 4) آلاف قبل العام 2003 بسبب تسجيل سواق وحمايات بعض المسؤولين في المؤسسات الثقافية كأعضاء في النقابة من اجل منحهم مخصصات مالية لا اكثر .
ختام الجلسة كانت ثمة مداخلات عن واقع هذه العلاقة والاشكالية والمعوقات التي تمنع استتباب هذه العلاقة ومن بين المقترحات ما تقدم به القاص حسين رشيد حين اقترح على نقيب الفنانين عقد موتمر بين كل النقابات والاتحادات المهنية والاتفاق على رؤية وورقة تقدم لرئيس الوزراء المكلف وحثه على اختيار مثقف يتمتع برؤية ثقافية وبرنامج لادارة الوزارة بشكل مهني ووطني، وان تم تجاوز هذه الورقة يتم الاتفاق بين الاتحادات والنقابات إلزام اعضائها عدم المشاركة باي فعالية لوزارة الثقافة المقبلة ان لم تكن على وفق ما يراد لها.