اربيل / المدى
ضمن محور البرنامج الثقافي الخاص بالمدن أقيمت جلسة نقاشية بعنوان (أن تعيش في بغداد) تحدث فيها الكاتب أثير الجاسور، والاعلامي علي وجيه أدار الجلسة الكاتب د. عبد الحسين رمضان الذي تحدث عن تاريخ بغداد الاجتماعي والثقافي إبان العقود الماضي خاصة قبل تسلط البعث على مقاليد الحكم وعبثه بالخليط الاجتماعي البغدادي ذاكراً عدداً من الامثلة عن المحلات والمناطق البغدادية وكيف تحولت من ماضيها الجميل الى حاضر غير سار ولا مبشر بالخير.
الكاتب أثير جاسور ذكر أن في بغداد جملة من حكايات الطفولة وبقية مراحل العمر وما يمر ببغداد اليوم هي رسالة أن تكون مدينة للعيش ، السياسة أثرت على نمط حياة المدينة ونحن متلزمون بالمحافظة على كل هذا التنوع الموجود في العاصمة، مبيناً: إن الهاجس الأمني انعكس سلباً على حياة المواطنين وجعلنا نفرض سؤالاً هو هل تصلح بغداد للعيش.
وأضاف الجاسور إن ما تمر به بغداد الآن هي عملية تراكم وتحكم بالمدنية سياسياً واجتماعياً والسير بها حسب رؤية الجهة المسيطرة، موضحاً: إن المدنية تعيش حالة من الفوضى المتصلة بين كل القطاعات والمجالات. متابعاً: دور الأمن واضح في مدى امكانية أن تصلح المدينة للعيش وإن عدم الشعور بالمسؤولية من قبل المواطن تسبب في تراجع الجانب الأمني والخدمي؟
الإعلامي علي وجيه بين إن بغداد وللأسف أصبحت عشوائية كبيرة تمارس ضدها عملية ثأرية كبيرة جداً سيما ضد كلمة (التبغدد) التي تسير نحو التلاشي ، متابعاً: إن الارث البغدادي عميق جداً وهو يرمز الى المدنية ، الصور الجديدة للبداوة والترييف والمذهبية إضافة الى الإسلام السياسي وغيرها من العقبات أسهمت في تشويه صورة المدينة حتى وصل الحال الى تغيير مصطلحات التحايا بين البغداديين من الالفاظ النرجسية كأغاتي الى ألفاظ دينية كحجي ومولاي .
وأضاف وجيه: إن تحول المدينة الى مدينة عسكرية ومن ثم مدينة دينية بطابع مذهبي وكل هذا أوصل بغداد الى كل هذه الرثاثة والتي بدأت بتهديم بغداد واغتيالها وتحولها الى عشوائية كبيرة. موضحاً إن موضوع الوافدين الى العاصمة تتحمله الحكومات المتعاقبة، مؤكداً إنه ليس هناك بغدادي أو وافد فلو عدنا الى 150 سنة سنجد إن الكثير من العوائل التي تتدعي الأصل البغدادي غير موجودة وربما تكون من أصول اخرى.
الكاتب والإعلامي زيدان خلف تحدث في مداخلة عن محنة بغداد التي تتحكم فيها قوى متغييرة في كل عقد تقريباً، لافتاً: الى ضرورة وضع مخطط بياني للمدينة لأجل بحث أسباب وصل المدينة الى هذا المستوى الذي عده من المدن الاسوأ في العالم.
الكاتب والشاعر ئاشتي الذي تحدث عن بغداد القديمة باب الشيخ والفضل والكفاح وكيف كانت تشكل نواة للتعايش والمحبة ذاكراً انه كتب قصيدة عن بغداد لحنها وغناها الفنان طالب غالي، وحسب طلب الجمهور قرأ الشاعر ئاشتي مقاطع من القصيدة.