هادئ يسير ببطء بين أروقة المعرض كأنه يبحث عن شيء مفقود منذ زمن طويل، يستقبل جمهوره ومحبيه بروح منشرحة وابتسامة رغم كم الالم والحزن الذي جاء به من البصرة مدينته وقصديته وحياته، ومثل كل بصري يستقبل ضيفه بحبوبي ويودعه بحبوبي ..
بشأن دورة هذا العام وكيف يراها الشاعر البصري كاظم الحجاج قال: هي دورة متميزة وحيوية وأكثر زخما ومشاركة من الدورة العاشرة التي شاركت بها، مشيرا الى النشاطات والفعاليات الثقافية والبرنامج اليومي الغني بكل معرفي وتنويري. لافتا الى دور النشر والكتب المعروضة التي عدّها بالثرية معرفيا وفكريا.
وعن مشاركته في المعرض هذا العام ذكر الحجاج أنا شاعر، لكن هذه المرة المشاركة تختلف تحدثت عن البصرة الذاكراة والحاضرة، تحدثت عن البصرة بطريقة ربما تكون أقرب الى شرح قصائدي ، فكل ما قلته في جلسة (أن تعيش بالبصرة) سبق أن كتبته شعرا.
وفي ما يخص البصرة وقصائد الحجاج وهل سيبقى يكتب عنها بيّن: كانت البصرة من اجمل المدن وأغناها بكل شيء خيراتها مجانية متاحة واقصد التمر والسمك والطيور، البصرة دور السينما والمسارح والملاهي والحانات، البصرة أكبر من كل ما نقول ونحكي وسوف أستمرّ بالكتابة عن البصرة.
الحجاج توقف لحظات وعاد بحدث من الذاكرة سرده بوجع خفي يوم كان يرافق جده الضرير الذي صدم رأسه بخوص قصب وجرح بجبينه، الحجاج وهو يسرد تلك الحادثة كان يحمّل نفسه المسؤولية لما حصل.
في كل مشاركات الحجاج وقراءته الشعرية ثمة رفض وسخرية وتهكم ومزج بين الحاضر البصري وماضيه وكيف كانت البصرة حاضرة المدن، يقول الحجاج: بكل ذلك أبحث عن الجمال المفقود، وأحيانا تكون السخرية أكثر جدوى.