اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: لِتستقِلْ هذه الدولة!

شناشيل: لِتستقِلْ هذه الدولة!

نشر في: 13 أكتوبر, 2018: 09:22 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

لو حصل شيء من هذا في عهد صدام لكنّا، نحن الذين عارضناه ثمّ تبادلنا الأدوار معه وأصبحنا الآن حكّاماً، قد أقمنا الدنيا ولم نقعدها عليه وعلى دكتاتوريته ووحشية نظامه واستهتاره بأبسط حقوق الإنسان.
ما مِن عاقل سيقبل، بأيّ شكل وأيّ مستوى، بفكرة أنّ كلّ هذه السلسلة الطويلة من عمليات القتل الممتدّة من البصرة الى بغداد، تجري وتتواصل من دون أي علم مسبق من الدولة أو أجهزة معيّنة فيها، أو أقلّه من دون معرفة لاحقة بالقتلة أو بالمحرّضين على القتل أو ببعضهم.
الأهداف منتخبة انتخاباً لقصد وغرض، والغاية واحدة: الانتقام والترهيب.. الانتقام من ناشطي التظاهرات ومن فتيات صانعات للجمال في حياتنا، وترهيب المجتمع حتى لا يخرج على"الطوع"بعدما زلزل الأرض تحت أقدام الفسَدة هذا الصيف.
رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، يُظهر الكثير من عدم الاكتراث حيال هذه الظاهرة الخطيرة، كما لو أنه"الأطرش في الزفّة"!.. للحقّ هو أعلن قبل أسابيع عن تشكيل لجنة للتحقيق، لم نسمع عنها بعد ذلك أيّ خبر، وكأنّ أعضاءها قد ناموا"نومة أهل الكهف".
رئيس الحكومة المكلّف وضع شروطاً مسبقة للقبول بالتكليف. كان معه حقّ في ذلك، فرئيس الحكومة لا ينبغي أن يكون دمية، أو"خرّاعة خضرة"في تعبيرنا الشعبي. لكنّ السيد عادل عبد المهدي كان عليه أن يضيف إلى شروطه شرطاً يُلزم الحكومة المنصرفة به قبل نقل السلطة، يتعلّق بإغلاق بعض الملفّات التي ليس من مصلحته ولا من مصلحة الحكومة الجديدة ولا من مصلحة الشعب العراقي أن يرثها فينشغل بها وحكومته عن المهام الكبيرة المنتظر منها إنجازها في زمن قياسي.
واحد من هذه الملّفات هو ملّف"القتولات"اليومية الجارية في وضح النهار.
من الممكن القبول بأن وزارة الداخلية وسائر الأجهزة الامنية يصعب عليها التوصل إلى خيوط تمتدّ أطرافها الى هذه القضية لو كان الأمر مقتصراً على عملية قتل واحدة أو اثنتين.. العدد تجاوز الآن الدزينة وما من قضية واحدة كُشِف النقاب عن ألغازها.. هل حقاً ثمة ألغاز في الأمر؟!..
ما مِن عاقل سيصدّق بأن وزارة الداخلية وسائر الأجهزة الامنية عاجزة بالفعل عن بلوغ القتلة والمحرّضين أو بعضهم.. فما حاجتنا، والحال هذه، الى هذه الوزارة وهذه الأجهزة إذا كان الأمر كذلك؟!.. بل ما حاجتنا إلى هذه الدولة التي ليس في وسعها وقف"القتولات"، وليس في إمكانها ملاحقة سرّاق المال العام، وليس في قدرتها تأمين الخدمات العامة الأساس، وإنْ بأدنى المستويات في الأقل؟
لتستقِلْ هذه الدولة وتترك المجتمع ينظّم نفسه بنفسه، ويحمي أبناءه وبناته وكيانه على الطريقة القديمة.. طريقة العشائر والقبائل!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram