علي حسين
أكتب بينما خبر إضافة مسحة من الطرافة الى الحكومة العراقية الجديدة، من خلال رغبة الشيخ حميد الهايس تولي منصب وزير الثقافة، وهو الأمر الذي أثار موجة من السعادة والارتياح عند رواد النوادي الليلية في العاصمة الأردنية عمان.
ولأننا نعيش في عصر"حميد الهايس"! فإن عدم الكفاءة والاستسهال والدوافع الشخصية تضع الوزير في منصبه لأنه يحمل الصفات السحرية الثلاث :أولاً مقرب من أحد رؤساء الكتل السياسية، وثانياً مسالم ولا يثير الشغب ويرضى بالمقسوم، وثالثاً يحبّ أن يرفع شعار"أنا وأقاربي على الوزارة".
في السنوات الماضية شاهدنا كيف تم تنصيب ضابط سابق في الشرطة وزيراً للثقافة التي حوّلها إلى"مزرعة خاصة"يديرها أحد أبنائه الميامين، ولم يكتف ساستنا بهذا الحد من إهانة الثقافة ورجالها لينصّبوا متهماً بالقتل كان يفتي بحرمة مصافحة النساء، بعدها ظلت عقدة"الدونية"تحاصر وزارة الثقافة التي استنكفت كتل سياسية كثيرة من أن تضمّها إليها، والسبب أنها وزارة بلا موارد، بل إنّ بعضهم قال بالحرف الواحد أثناء مناقشة الميزانية"يا إخوان حرام أن تطالبوا بتخصيص مبالغ لوزارة لا تضم سوى راقصين ومغنين، هذه أموال اليتامى حرام أن تبذر هكذا"، وأموال اليتامى هذه لم تمنع صاحبنا المتباكي من شراء الشقق الفاخرة في دبي!
للأسف سياسيونا يضعون أصابعهم في آذانهم حين تعلو أصوات المثقفين مطالبة الاهتمام بالثقافة، لأن وحوش المحسوبية والبيروقراطية والمحاصصة الطائفية دائما ما تجهض أحلام العراقيين.
لماذا الاستغراب إذن من حميد الهايس وهو يقول أنا أفضل من يصلح لكرسي وزارة الثقافة، ونحن نعيش في ظل ساسة يؤمنون أن عديلة حمود فاقت حتى المرحوم"أبقراط"في علمها، وأن هذا وزارة الصحة تستعد يستعد لاستقبال"اللبوة"حنان الفتلاوي التي على يديها سنشهد نهضة طبية تضعنا في مصاف اليابان
والآن دعوني أسال بعد تظاهرات بغداد ومدن الجنوب وما جرى في الموصل والانبار، وعشرات الآلاف من الضحابا، وملايين المهجرين : هل سيتم اختيار وزراء الحكومة القادمة بنفس العقلية التي تم فيها اختيار خضير الخزاعي لوزارة التربية وفلاح السوداني لوزارة التجارة وضابط الشرطة نوري الراوي لوزارة الثقافة ومثلهم العشرات؟ وهي عقلية تصر على وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب أيضاً.
والآن عزيزي القارئ أرجوك أن لا تسخر من"المثقف"حميد الهايس الذي يطمع في أن يحصل على لقب وزير ثقافة، فقد أوهموه ان الثقافة تعني الرقص، والرجل مغرم منذ شبابه برقصة"الجوبي"!