اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: "جوبي" حميد الهايس

العمود الثامن: "جوبي" حميد الهايس

نشر في: 13 أكتوبر, 2018: 10:25 م

 علي حسين

أكتب بينما خبر إضافة مسحة من الطرافة الى الحكومة العراقية الجديدة، من خلال رغبة الشيخ حميد الهايس تولي منصب وزير الثقافة، وهو الأمر الذي أثار موجة من السعادة والارتياح عند رواد النوادي الليلية في العاصمة الأردنية عمان.
ولأننا نعيش في عصر"حميد الهايس"! فإن عدم الكفاءة والاستسهال والدوافع الشخصية تضع الوزير في منصبه لأنه يحمل الصفات السحرية الثلاث :أولاً مقرب من أحد رؤساء الكتل السياسية، وثانياً مسالم ولا يثير الشغب ويرضى بالمقسوم، وثالثاً يحبّ أن يرفع شعار"أنا وأقاربي على الوزارة".
في السنوات الماضية شاهدنا كيف تم تنصيب ضابط سابق في الشرطة وزيراً للثقافة التي حوّلها إلى"مزرعة خاصة"يديرها أحد أبنائه الميامين، ولم يكتف ساستنا بهذا الحد من إهانة الثقافة ورجالها لينصّبوا متهماً بالقتل كان يفتي بحرمة مصافحة النساء، بعدها ظلت عقدة"الدونية"تحاصر وزارة الثقافة التي استنكفت كتل سياسية كثيرة من أن تضمّها إليها، والسبب أنها وزارة بلا موارد، بل إنّ بعضهم قال بالحرف الواحد أثناء مناقشة الميزانية"يا إخوان حرام أن تطالبوا بتخصيص مبالغ لوزارة لا تضم سوى راقصين ومغنين، هذه أموال اليتامى حرام أن تبذر هكذا"، وأموال اليتامى هذه لم تمنع صاحبنا المتباكي من شراء الشقق الفاخرة في دبي!
للأسف سياسيونا يضعون أصابعهم في آذانهم حين تعلو أصوات المثقفين مطالبة الاهتمام بالثقافة، لأن وحوش المحسوبية والبيروقراطية والمحاصصة الطائفية دائما ما تجهض أحلام العراقيين.
لماذا الاستغراب إذن من حميد الهايس وهو يقول أنا أفضل من يصلح لكرسي وزارة الثقافة، ونحن نعيش في ظل ساسة يؤمنون أن عديلة حمود فاقت حتى المرحوم"أبقراط"في علمها، وأن هذا وزارة الصحة تستعد يستعد لاستقبال"اللبوة"حنان الفتلاوي التي على يديها سنشهد نهضة طبية تضعنا في مصاف اليابان
والآن دعوني أسال بعد تظاهرات بغداد ومدن الجنوب وما جرى في الموصل والانبار، وعشرات الآلاف من الضحابا، وملايين المهجرين : هل سيتم اختيار وزراء الحكومة القادمة بنفس العقلية التي تم فيها اختيار خضير الخزاعي لوزارة التربية وفلاح السوداني لوزارة التجارة وضابط الشرطة نوري الراوي لوزارة الثقافة ومثلهم العشرات؟ وهي عقلية تصر على وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب أيضاً.
والآن عزيزي القارئ أرجوك أن لا تسخر من"المثقف"حميد الهايس الذي يطمع في أن يحصل على لقب وزير ثقافة، فقد أوهموه ان الثقافة تعني الرقص، والرجل مغرم منذ شبابه برقصة"الجوبي"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram