إياد الصالحي
ختامها مسك، السعودية والعراق في كلاسيكو خليجي يستعيد كل ذكريات الماضي الجميل مع جيل جديد يسعى لتحقيق طموحات مشروعة بحسابات فنية تقوده الى أقصى الأهداف، ذلك ما نترقبه اليوم في ملعب جامعة الملك سعود في الرياض حيث اللقاء العربي الخليجي المثير بإطار دولي ودّي تتوق له الجماهير استثنائياً عبر هكذا مناسبات.
التطلّع لكسب النتيجة شيء وما يمكن أن يرسمه أسود الرافدين في المستطيل الأخضر شيء آخر، وهو ما يبحث عنه المدير الفني كاتانيتش اليوم الذي لم يؤكد قيمته الفنية واستحقاقه العقد الاتحادي للمرة الثانية بعد مباراتي الكويت والأرجنتين وعلّل ذلك بحاجته الى الوقت والتجمّع وكأننا نستذكر هنا مراوغات جميع الكباتن (الخواجات) الذين عبثوا بأحلام الأسود وصدّعونا بتبريرات سمجة آلت بهم الى الفشل وحملوا حقائب الخيبة الى بلدانهم.
ومهما كانت ذريعة كاتانيتش، يبقى الانطباع الفني غير مُطمئِن لحال الأسود، وهذه فرصة لزيادة الثقة وتحسين الأداء والانتقال الخططي نحو امتلاك المساحات وفرص السيطرة شبه الدائمة طوال دقائق المباراة، آخذين بنظر الحسبان الدعم الجماهيري للأخضر السعودي وما يمثله من ثقل كبير في الجانب النفسي، وعليه فالمهمة الودية لا تعني التراخي واللهو من أجل الاستعراض وقضاء الوقت، بل الإصرار على حسم المباراة بجدارة ومنح الجماهير أملاً بالوثوق في رجال الوطني.
لم نزل نعاني غياب بديل المهاجم التاريخي يونس محمود، "عملاق آسيا" الذي ترك غيابه غصّة كبيرة حتى داخل نفوس زملائه الشباب من الجيل الحالي، وهذه مهمّة صعبة يجب أن نجد لها الحل، فالقيادة أمر مفصلي في تركيبة المنتخب خاصة في خط الهجوم الذي بقي فقيراً بعد مغادرة السفاح له، فيما عزّز السعوديون الثقة بالكابتن حسين عبدالغني (34عاماً) من خلال (هاشتاق) مباراة بلادهم مع البرازيل، كان له الاهتمام الكلي والدعم المستحق لما يقدمه وما تعكسه خبرته من عطاء ثر في المردود الفني له ولزملائه، واعتقد أن المرحلة المقبلة كفيلة بخلاصنا من تأنيب الذات بعدم التحضير مبكّراً لتأهيل خليفة يونس قبل أن تجبره الظروف على الانتقال الى العمل الإداري لرئاسة رابطة اللاعبين الدوليين القدامى.
وقريباً من ساحة المهنة التي سجّلتْ سَبقاً لرجل الرياضة الأول في السعودية المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة بدعوته الكريمة لـ 100 إعلامي رياضي عراقي لمواكبة الحدث الدولي في البطولة الرباعية، فاللقاءات الأخوية لم تنقطع مع الزملاء في الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي بشخص رئيسه د.رجاءالله السلمي وعدد كبير ممن ممثلي الصحف والقنوات التلفازية والإذاعية السعودية للتلاحم بوجدان صادق معنا والتوافق على خطوط مشتركة تعزّز أطر التعاون وتزيد من قوة العلاقة الإعلامية بين البلدين، فهناك من وصف لقاء مسؤولي إعلام (الهيئة والاتحاد) السعوديين بممثلي الإعلام الرياضي العراقي أنه طوى صفحة من التوتر المنسحب من ظروف سياسية سابقة، فقلنا لهم لا يوجد في الإعلام الرياضي صفحات ذات صلة بملفات خارج المهنة، الإعلام الرياضي نبض الشارع في العراق والسعودية ويسمو فوق أي خلافات لا شأن له بها وجاء الى الرياض بقلبه الأبيض ورسالته الخالصة إننا في بيتنا السعودي.
شخصياً، أثني على جهود فريق العمل المشترك بين زملاء أحبّة من صحف وقنوات فاعلة أدّوا واجبهم بمهنية عالية وكانت لمداخلاتهم في اللقاء مع مسؤولي الإعلام السعودي وقعها الإيجابي المفرح على محيّا الاشقاء، ما يدعونا في المرحلة المقبلة لتفعيل ما أتفق عليه بمذكرة تعاون بين الجانبين تحقق الغرض المهني لمصلحتهما.