اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: القتلة مجهولون في البصرة منذ 15 سنة

قناطر: القتلة مجهولون في البصرة منذ 15 سنة

نشر في: 14 أكتوبر, 2018: 08:30 م

 طالب عبد العزيز

لم تكن حملة الاغتيالات التي تنشب مخالبها في البصرة منذ شهرين، وليدة الفترة هذه، فقد كانت قائمة، فاعلة منذ العام 2003، ولم تهداً إلا لتتذكر من لم تطلهم بنادقها بعد، في متوالية قتل ومطاردة ومظاهر عنف مجتمعي لم تتعرض لها أي مدينة عراقية أخرى. البصرة اليوم مكان غير ضامن للحياة، يستنزف المرء حياته فيها أمراضاً ورعباً، لأنك لا تعرف متى ينسحب بحر الملح من صنابيرها، ولن تعرف من يترصدك في واضح وظلمات نهاراتها، مثلما لا تعرف من سيستوقفك بمسدسه، بل أنت لن تأمن على هاتفك بيدك فيها، هناك عصابات تتخطف هواتف السائرين في الشوارع، هم الأرحم بين هؤلاء جميعاً. أمس، سرق اثنان يستقلان دراجة نارية هاتف ابني، حال خروجه من محل تصليح الهواتف بالجزائر، في قلب المدينة.
تقول الاجهزة الأمنية بأنها توصلت الى خيوط تفيد بضلوع جهة سياسية بحوادث القتل الأخيرة في البصرة، لكنها تقلل من ذلك بقولها بأن بعض المقتولين إنما قتلوا لأسباب ثأرية، وهي جرائم جنائية محض، وهذا أسخف وأخطر ما يمكن أن تصرح به جهة مسؤولة عن حياة وأمن مواطنيها، كل حادثة قتل هي فاتحة لحوادث أخرى. نحن، في المدينة المبتلاة بمثل هكذا أجهزة نتحداها أن تكشف عن الجهة هذا، وهي أعجز وأتفه من أن تسمي شخصاً في الحزب هذا، وهي، بتغاضيها وجبن قادتها، وبسبب ولاءات منتسبيها كانت السبب المباشر وراء كل حوادث القتل وتناميها في العراق. كنت، أعمل مراسلاً لراديو سوا، وكان العقيد(ع.أ) هو مصدر اخبارنا في الشرطة، وكلما هاتفنا بخبر اغتيال أحد المواطنين، قال:(لا تذكر اسمي بالمصدر، قل مصدر أعلامي وكفى) وهكذا، كنا ننقل الخبر بقولنا(قام مسلحون مجهولون باغتيال....).
أيعلم أصحاب القرار الأمني في البصرة وفي العراق الجنوبي بان الأمّ باتت تخشى إرسال ابنها الى الدكان القريب من بيتها؟ ويخشى الأب إذا تأخر ابنه ساعة بعد الموعد، ورعب، أي رعب تعيشه الأسرة، إذا لم يرد أحد أبنائها على مكالمة لهم. الرعب في المدرسة والشارع والسوق وعيادة الطبيب وفي كل مكان نقصده. أنا على يقين بأن نسبة الذين شاركوا في التظاهرات الأخيرة لا تتجاوز الـ 2% من السكان، لكن جميع مواطني المدينة اليوم يتحسسون صدورهم عقيب كل عودة للبيت.
معيبٌ أنْ تظل السلطات الامنية في قيادة العمليات والشرطة متكتمة على الجناة، صامتة صمت القبور، على كل جرائم القتل والقهر والتسليب والتهريب في البصرة، معيب ومخجل أن تعمد كل جهة الى النأي بنفسها عمّا يحدث، إذ أننا لم نسمع يوماً من أي جهة أمنية، بما فيها اللجنة الأمنية في المجلس، قولاً صريحاً لما يحدث. يقول تقرير على موقع السومرية نيوز بانَّ أسرة دينية كبيرة ومعروفة، في البصرة هي المسؤولة عن عمليات تهريب النفط، لكنها لا تسمّى. وزارة النفط أيضاً لا تسمي ولا تصرح كأن النفط المهرب من ورثة الأجداد. ما الذي يحدث في المدينة يا ترى، ومن يبرر لكم صمتكم وجبنكم إذا كنتم ليس أهلاً لتصدي المسؤولية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram