أربيل / المدى
ضمن الانشطة المرافقة لمعرض أربيل الدولي للكتاب بدورته الحالية أقيمت طاولة حوارية حملت عنوان ( أن تعيش في الناصرية) أدارها الكاتب (حسين رشيد) مستضيفا ابن المدينة الكاتب (داود أمين) الذي تحدث عن معاناة المدينة اليوم التي تعيش الفقر والحرمان بعد أن كانت موطناً للأحزاب التقدمية كالحزب الشيوعي وحزب الوطن كما أنها محطة للكثير من المبدعين كالجواهري ومصطفى جواد إضافة الى انها مدينة المربع الماسي للأغنية العراقية حيث كانت تحتفل باستمرار فيما غاب الفرح عنها الآن لتغيب معه كل مظاهر الحياة المتعلقة باللباس واللهجة و الطعام ،معرّجاً على أن المدينة تمثل خليطاً من جميع شرائح وطبقات الشعب العراقي ،لذلك كان لها طابع خاص ،لافتاً الى انه يرى الأمل فيها بالرغم من واقعها المؤلم .
وبشأن سؤال مقدم الجلسة لماذا كل هذا الخنوع المجمتعي بعد ان كان مجمتع الناصرية مدنياً متحضراً ؟. قال أمين : إن تراكم الألم منذ الحرب العراقية الإيرانية ولّد جيلاً لا يعرفنا ولا يعرف المدينة كثيرا ومع ذلك فإن التقدم نحو الإصلاح موجود لكنه يسير ببطء كون الإصلاح لايعدّ انقلابا كي يقوم بالتغيير الآني . كما أن منظمة الحزب الشيوعي غير فعالة مثل السابق لكنّ الواقع يقول إن هناك جيلاً ينمو ببطء لكنه سيتقدم بالنهاية.
وعن الوضع الاقتصادي الصعب في المدينة الذي جعل الكثير من شبابه يبحثون عن العمل في العاصمة بغداد بيّن امين: نعم الوضع الاقتصادي صعب جدا في البلاد وليس فقط في الناصرية وضروري ان يعمل المرء كي يعيش , ان الاحداث التي تعيشها البلاد لاسيما مدينة الناصرية دفعت بالشباب الى الهجرة نحو العاصمة بحثا عن العمل. عازيا ذلك الى الفساد واختلاط المفاهيم في الادارة وعدم وجود رؤية اقتصادية واضحة المعالم.
هل كُتب على المدينة ان تكون شلالاً للدم كون اغلب الشهداء الذين سقطوا على ارض العراق هم من الناصرية منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا؟ غن ذلك قال أمين: المدينة جزء من العراق والناصرية تضم مختلف المكونات العراقية لذلك تكون أكثر المدن المضحية، مشيرا الى الحرب العراقية الإيرانية وما حدث بعد انتفاضة 1990 وصولا الى يومنا والوضع الذي دفع الشباب إلى التطوع في مختلف الاجهزة الامنية ،ويبدو ان كل الانظمة السياسية تستهدف الناصرية وتخشاها.
وفي ما يخص سؤال الإعلامي زيدان خلف عن النسبة الكبيرة من العاملين في الوسط الاعلامي والثقافي هم من ابناء الناصرية ومع ذلك لم يُقدّم لها شيء ؟ بيّن أمين : ليس لديّ تصور عن هذه النسبة كما لا أعرف السبب الذي يجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة فتبرير هكذا سلوك أمر صعب وقد تكون هذه الظاهرة منعكسة على جميع مدن العراق.