TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هل حقاً تقاعدوا؟!

العمود الثامن: هل حقاً تقاعدوا؟!

نشر في: 17 أكتوبر, 2018: 09:54 م

 علي حسين

اليابان مهمومة شعباً وحكومةً في الإمبراطور أكيهيتو الذي سيحيل نفسه إلى التقاعد عام 2019. قبل هذا التاريخ بسبعين عاما كان من الصعب ان يحلم اليابانيون بتقاعد إمبراطورهم الذي أطلق على نفسه صفة"إله الشمس"، لكن بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية تحول الى إنسان عادي يموت وينهزم، ويحال إلى التقاعد مثل جميع موظفي الكرة الارضية، لذلك عشتُ أمس اللحظة التي عاشها الشعب الياباني وهو يقرأ ويسمع في الأخبار أن إمبراطوره المحبوب سيتقاعد، فلم أصدق حتى هذه اللحظة أن السادة نوري المالكي وإياد علاوي ومعهما أسامة النجيفي يمكن أن يحالوا في يوم من الايام الى خانة التقاعد، وهم الذين ظلوا أشبه بشموس ساطعة تطلّ علينا كلّ صباح، لتذكرنا بما وصلنا إليه من تقدم أصبحنا ننافس به صناعيّاً أميركا واليابان وألمانيا، ورفاهيّاً نتفوق على النمسا وعاصمتها فيينا، واجتماعياً تحسدنا دول مثل هولندا والنرويج.
تُظهر الصورة الشموس الثلاثة وهم يحيطون رئيس الجمهورية فؤاد معصوم وتبدو على وجوههم علامات التعجب، هل صحيح سيحالون الى التقاعد؟، يستحق نواب الرئيس الثلاثة 30 مليون برقية شكر من العراقيين، ليس فقط لأنهم ساندوهم ووقفوا إلى جانبهم عندما خذلهم برلمان زيمبابوي وحكومة جزر القمر،، وإنما وهذا هو الأهم،لأنه بمهنيتهم وحرفيّتهم وموضوعيتهم، كانوا مدافعين حقيقيين عن الإنجاز غير المسبوق الذي حققه البرلمان في تخصيص راتب 40 مليون دينار عراقي عداً ونقداً لرئيس مجلس النواب الاسبق محمود المشهداني، فقط من أجل أن يهدأ ويجلس في البيت.
دعك من أن الشعب العراقي بكل طوائفه، استكثر على المشهداني هذه الملايين لشراء مسلسل يستعرض"جهاده"المعلن وغير المعلن، علما بان الشعب المغرر به من قبل الإمبريالية الأميركية وحكام السعودية وقطر وتركيا، لو صمت على تقاعد اعضاء مجلس الحكم والبرلمانيين السابقين، لكانت هذه الملايين عادت عليه أضعافا مضاعفة كحصيلة إعلانات ترافق جلسات الحكومة ومجلس النواب.
قبل ما يقارب الخمسين عاما أحال الجنرال ديغول نفسه إلى التقاعد، ذهب يعيش في قرية جنوب فرنسا كان لا يملك أكثر من أن يمازح الفلاحين حول محاصيلهم، ويجلس ليسطر أهم ما خطه سياسي في التاريخ، مذكراته التي أسماها"مذكرات الأمل"، ولم يكن باني سنغافورة يحب إلقاء الخطب، وعندما قرر ان يتقاعد ظل يعشق البناء، بناء المدن وبناء الانسان، وطوال مسيرته السياسية، لم يظهر واقفاً على منصة ينتظر"الاهازيج".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram