TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: إلى قائد عمليّات البصرة

العمود الثامن: إلى قائد عمليّات البصرة

نشر في: 21 أكتوبر, 2018: 08:38 م

 علي حسين

شاهدتُ حوارك الطريف من على إحدى الفضائيات وأنت تجلس على كرسي"قراقوش"، واستمعت الى ردّك"الحصيف"على المذيع وهو يسألك عن أولوياتك في توفير الأمن والأمان للناس، وحفظ حياتهم وأموالهم، فقلتَ له بلهجة الواثق أنك مكلف بتطبيق الشريعة على الجميع، مسلمين ومسيح وصابئة..كل من يضع قدمه في البصرة لابد أن يخضع لقوانينك، فأنت والحمد لله مكلف شرعياً بتنفيذ هذا الامر، ولا علاقة لك بالدولة ومؤسساتها، ولهذا عليك ياسيدي العزيزأن تتحمل سوء فهم العراقيين، الذين توهموا بأنك قائد لشرطة البصرة، وفاتهم أنك قائد شرطة الآداب لضبط أخلاق هذا الشعب"المتهوّر"!.
لا تهتم ياسيدي الفريق الركن، قاسم نزال، نحن شعب يعيش أعلى حالات البطر، يريد أن يعيش الرفاهية، ويجعل البصرة مثل المدن"الكافرة"قبلة للناظر ومقصداً للسياح وواحة للأمان والاطمئنان، ماذا يعني ياسيدي أن النفط يسرق أمام أعين القوات الامنية، بسبب سوء في النظر؟ ماذا يعني ان تتحكم العشائر بالامن والاقتصاد، ما دامت الأخلاق مصانة، والتكليف الشرعي يعمل بأقصى طاقاته؟ ماذا يعني ان تغرق البصرة في المخدرات، فهي ليست حراماً، وتساعد على تنمية اقتصاد دول الجوار العزيزة، المهم أنّ فتح النوادي الاجتماعية في البصرة حرام، مثلما الموسيقى والغناء رجس من عمل الشيطان!
ياسيدي الشيخ،عفواً الفريق الركن، وأنت تطالبنا بالالتزام بالأخلاق، نتمنى عليك أن تجيبنا باعتبارك المسؤول عن أمن البصرة، لماذا لا تزال البصرة على قائمة المدن التي تكثر فيها عمليات القتل والاختطاف؟ ماذا فعلتم لأهالي الشباب الذين اختطفوا أو قتلوا او غيبوا في الاشهر الاخيرة؟ لا أصدّق عادة الحكايات الخرافية عن الفضيلة التي يريد لها البعض ان تغادر البصرة! فمنذ سنوات وقوانينكم الأخلاقية حولت البصرة من سيّئ الى أسوأ.
ياسيدي الفريق الركن سابقاً، والشيخ حالياً،، نعرف جيداً أنك مكلف شرعياً بتأسيس منظومة أخلاقية على مقاسك. فأنت حتما قادم من زمن آخر، لكنك تريد ان تحكمنا بأدوات هذا الزمن وتقبض أجرك من أموال هذا الزمن أيضاً.
ياسيدي الفريق الركن،أهالي البصرة بحاجة الى قانون للحياة لا قانون للأخلاق.يريدون الامن والاطمئنان، ويحلمون بالسعادة، وهذا ليس ترفاً، لكنه حدّ أدنى،وصلت إليه مجتمعات العالم، نريد عقداً اجتماعياً، يضمن للجميع فرصة لحياة مشتركة لا تخضع للوصاية، ولا خطب الأخلاق والفضيلة.
ياسيدي الضابط الذي تلبّسته روح الشيخ، اسمح لي رجاءً أن أقول لك، أنتم فشلتم.. فاتركونا نعيش!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram