علي حسين
حزب الدعوة يعيش أزمة، هذا الأمر يعرفه جميع العراقيين إلا حزب الدعوة الذي يتمادى في الإنكار، ويستسهل إلقاء المسؤولية على غيره، ويعلق الفشل على شماعة تلو شماعة، وكان المرحوم فرويد يعتقد أن الإنسان الفاشل هو الذي تتلبسه حالة الإنكار وعدم الاعتراف بالحقيقة.
حالة"الإنكار"التي يمارسها حزب الدعوة هذه الايام، هي ظاهرة ليست وليدة المرحلة الراهنة، ولكنها والحمد لله ترسخت منذ سنوات، حتى وجدنا مسؤولا مهمته متابعة ملفات الفساد يخرج علينا بكل صلافة ليقول"ماكو""لا فساد حقيقياً في العراق بل أشكال بسيطة من الرشوة في الدوائر الخدمية".!. ما قيمة هذا الحديث عن حزب الدعوة الآن؟
الحديث في رأيي صار من باب دراسة الأخطاء، ربما يعترف بها من ينتمي لهذا الحزب يوماً، لكنّ الأهم أن يستفيد منها من تسلم السلطة اليوم ليدرك أن وجوده فى جميع الأحوال ليس دائماً.
والآن بعد كل ما جرى من خراب، يقول لنا حزب الدعوة إن حنان الفتلاوي أصلح لوزارة الصحة، وأن خلف عبد الصمد الأحق لمنصب وزير النفط، ولم يكذب الاخبار التي تقول إن الامين العام للحزب السيد نوري المالكي رشح أحد المقربين منه لوزارة التربية، وانه وأعني المالكي، لايزال مصراً على منصب نائب رئيس الجمهورية.
ينسى حزب الدعوة ان ما جرى خلال الخمس عشرة سنة الماضية كان نتيجة حتمية لأفعال وأقوال أحزاب السلطة التي ارتكبت كل الجرائم بحق العراقيين، والتي لاينفع معها ان يعيد لنا حزب الدعوة اليوم، اخطاء الماضي ووجوه الخراب، ويصر عليها.
سيقول البعض حتما لماذا تطلبون من المسؤول العراقي ان يكون مستقلاً، أليس معظم رؤساء الدول الأوروبية ينتمون الى أحزاب وينفذون سياسة أحزابهم؟ قد يكون الامر صحيحاً لو أنّ هذه الاحزاب الاوروبية تتعامل مع الدولة بمنطق حزب الدعوة في الاستحواذ على كل شيء.
عام 2016 عاشت بريطانيا أزمة سياسية بسبب استفتاء الخروج من الاتحاد الاوروبي، وبدلاً من اتهام الشعب بأنه المتسبب بهذه الازمة، تحمّل رئيس الوزراء آنذاك دافيد كاميرون المسؤولية كاملة حيث قدّم استقالته من الحكومة والحزب، فيما اعترف الحزب بأن حساباته كانت خطأ، ولايزال حتى هذه اللحظة يعاني من المشاكل والاستقالات.
ماذا فعل حزب الدعوة؟ اتجه بقوة إلى الاستعراضات الخطابية، فيما الفساد ينخر جسد مؤسسات الدولة! وحجاج"الدعوة"وأقاربهم وعشائرهم نهبوا الأخضر واليابس.