محمد حمدي
حفلت البطولة الرباعية الودية التي ضيفتها المملكة العربية السعودية بفرص نادرة لن تحدث إلا بوقع ظرف خاص وحرص على النجاح ليسا بمتناول اليد في الغالب ، الأول فيما يخص منتخبنا الوطني وتواجده في بطولة كبيرة تقام تحت أضواء الإعلام العالمي بمشاركة قطبين كبيرين في عالم الكرة البرازيل والأرجنتين يضاف لهما كلاسيكو عربي بوقع خاص بين المنتخبين العراقي والسعودي، وتأتي بفترة مثالية لإعداد المنتخب وتجميعه بمظلة أيام الاتحاد الدولي لكرة القدم مع أصناف الدعم الكبير الذي قدم لانجاح البطولة الودية على أكمل وجه وتكوين صورة وافية لدى المدرب كاتانيتش لاختيار وتجريب لاعبيه الذين يستعدون لتمثيل العراق والدفاع عن ألوانه في بطولة أمم آسيا المقبلة في دولة الإمارات العربية المتحدة كانون الثاني المقبل ولابد للمباراتين اللتين خاضهما المنتخب أمام الأرجنتين والسعودية قد أثمرا عن ذلك بنسبة معقولة كما صرح المدرب أكثر من مرة وأخبرنا بأنها تكللت لديه بمعلومات وافية عن إمكانية اللاعبين ومن الأصلح للبقاء ضمن التشكيلة التي ستواصل العمل وبذلك يكون قرار الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم بالمشاركة هو الأصوب والأكثر حكمة حيث لا جدوى من مقارعة الفرق التي نتفوق عليها بفارق المستوى في المنطقة ويقيناً لو استمر نسق المباريات بالتصاعد مع فرق قوية أخرى فان النتائج ستكون كبيرة هي الأخرى في البطولة الآسيوية.
الظرف الآخر الذي شهدناه خلال تواجدنا طيلة أيام البطولة في المملكة العربية السعودية هو التواجد الفاعل لعدد من الصحفيين والإعلاميين العراقيين الذين تعايشوا مع أشقائهم تحت خيمة الكرم العربي وروح الأخوة التي ازدهرت وأثمرت نتاجات عمل رائعة تبادل الزملاء على تقديمها مشتركين لتكون بحق ورشة عمل كان الجميع أحوج ما يكون اليها لتبادل الخبرات والآراء والتقارب الذي ننشده ويصب في مصلحة الرياضة في البلدين الشقيقين والعمل الإعلامي والانفتاح بهذا المجال الرحب الذي ينقل الحدث في البلدين ومنهما الى العالم ، وشخصياً اعتبر ما وفرته الهيئة العامة للرياضة ومستشارها تركي آل الشيخ هو فرصة للتطور والعمل المشترك سيستمر بروح الحرص والمسؤولية التي نالت تقدير الجميع وأتت متناغمة مع ما شهده الأشقاء في البصرة أثناء تواجدهم مع المنتخب السعودي وستكون المبادرة دعوة عمل تفاعلية للتكرار لدى الأشقاء في البلدان الأخرى.
يقيناً إن المبادرات الأخرى ستتسع وتنمو الى ما يخدم الإعلام بصورة مشتركة وتبادل وجهات النظر وهنا لابد من الإشارة بأننا لمسنا حجم الابداع والثقة التي ينالها الإعلام العراقي في الخارج وحجم تأثيره وازدهاره بشهادات سمعناها من الجميع كما هو الحال في أي مكان نذهب إليه ونرى بوضوح بصمات إعلامنا .
إنني من دون مبالغة ودون أي زيادة أوثق بأن الوفد الإعلامي العراقي الذي تواجد في البطولة كان لمسة رائعة وتشكيلاً متجانساً نقل صورة زاهية عن عراقنا الحبيب تجسدت بلقاءات مع الأشقاء على أرفع المستويات وحفلت بتقارير مصورة وأخرى مكتوبة غطت كل تفاصيل البطولة والأنشطة المصاحبة لها فكانت نعم المرآة العاكسة التي تصوّر وتبدع وتنقل الحدث.
آن الأوان لاتحاداتنا ومؤسساتنا الرياضية أن تبتعد عن تنحية الإعلام وتقنينه لأنه جوهر النجاح وأساسه والأكيد إن المبادرة التي بدأت بالعراق وامتدت الى المملكة العربية السعودية ستأخذ مداها الى بلدان عربية أخرى برسم البطولات والملتقيات المقبلة وإن نتائجها ستكون كبيرة أيضاً ومؤثرة.