TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ميركل..حدّثيهم عن الوطنيّة

العمود الثامن: ميركل..حدّثيهم عن الوطنيّة

نشر في: 31 أكتوبر, 2018: 08:41 م

 علي حسين

أُبشّركم أنّ هناك محاولات "مستميتة" لإعادة إنتاج فالح الفياض وزيراً، فنحن في زمن لمّ الصفوف، ومثلما سمحنا لـ"أبو مازن"أحمد الجبوري أن يوزّر أخاه، وللكرابلة أن يضعوا على رأس وزارة الشباب والرياضة احد اقاربهم الذي"تفضل"مشكوراً أن يحلق لحيته لينضمّ لصفوف"المدنيّة"أسوة بحمد الموسوي الذي اختفى صوته في ظروف غامضة، واختفت معه أحلام إقامة دولة على طراز ألمانيا واليابان، واكتفى الموسوي"مشكوراً"بافتتاح موقع إلكتروني ليشرح نفوس"الناس"في هذه البلاد التي لاتزال تعيش أزمة بسبب وزارة فالح الفياض، وهي بالمناسبة لاتختلف عن الأزمة التي تعيشها ألمانيا هذه الايام، فقد خسر حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في انتخابات محلية في منطقة هيسن، مما دفع ميركل إلى إعلان أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب، ولن تترشح لولاية جديدة..تخيلوا المستشارة"البدينة"التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وعاشت معها ألمانيا أهنأ مراحلها، قررت الاعتزال، ليس لأنها سلمت مدناً بأكملها الى عصابات إرهابية، ولا أفقرت ألمانيا و"نهبت"مئات المليارات، فقط خسرحزبها الانتخابات في إحدى المدن، في الوقت الذي خسرت فيه معظم أحزابنا الانتخابات قبل أن تبدأ.
المحامية البسيطة التي سخرت منها الصحافة الأوروبية عام 2010 وتساءلت كيف لبلاد بسمارك وغوته أن تضع مصيرها بيــد امرأة بدينة بسيطة المظهر.. لا تاريخ سياسي.. لا أناقة.. والأهم لا شيء من ملامح الحزم.. هذه المرأة واصلت إدهاش العالم وجعلت من ألمانيا القوة الاقتصادية الاولى في أوروبا، وسوف يكتب الألمان بعد عقود عن هذه المرأة التي ضحت بمستقبلها السياسي من أجل أن تقف مع المهجّرين من المسلمين وتحتضنهم لتحصل على اللقب الأهم في حياتها"أُم المهجّرين".
أعرف جيداً أن الكثير من القرّاء الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من الترف لا يهم المواطن البسيط المبتلى بأنباء التخطيط العظيم الذي سيضعه لنا إياد السامرائي، وبتقلبات حنان الفتلاوي التي كانت تسمّي العبادي"المنبطح"واليوم تشكره لأنه قدم نموذجاً"شامخاً"للسياسة العراقية"المتوازنة..مشكلة الزعيمة أنها لاتستطيع أن تتخلّص من"التوازن، لايهم 7 × 7، أو وزارة بدلاً من محافظة.
السيدة ميركل نرجوك أن تحدّثيهم عن الوطنية. ذكِّريهم بكلمة اسمها الاعتزال، وبمفردة اختفت من قاموس السياسة العراقية اسمها استقالة، عسى أن يعرفوا أنّ فياضهم ونجيفيهم ومالكيهم وفتلاويهم وكربوليهم وضعوا العراق في اخر سلم الدول المستقرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram