اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: 15 عاماً مع الرموز!

العمود الثامن: 15 عاماً مع الرموز!

نشر في: 3 نوفمبر, 2018: 09:07 م

 علي حسين

أكثر من ترليون دولار نُهبت، أُضيفَ إليها عشرات آلاف من القتلى، ناهيك عن مئات الآلاف من المشرّدين في خيام الوطن أو دروب الغربة، وخراب في التعليم والصحة والخدمات وانتشار الجهل والخرافة، ومع هذا تخرج لنا هيئة الإعلام والاتصالات بشكل درامي لتعلن أن لامساس بالرموز الوطنية التي ضحت من أجل عيون هذا الشعب، وهكذا ندخل في سباق محموم نحو "تأديب"هذا الشعب، بترويج أننا في حالة حرب على الإرهاب، وأنّ الجهود يجب أنْ تصب لخدمة"الرموز"،. وتحوّل الجميع، من محمد الحلبوسي مروراً بعباس البياتي، إلى دعاة ومبشرين بالنهضة الاقتصادية والصناعية، التي سيوفرها القانون، ففيها خلاصة الخير لهذا الشعب"السعيد!
بضغطة زر، أصبح معظم الساسة رموزاً وطنية في مواجهة محور الشر الذي يضم شباب التظاهرات، وكل من يطالب بمحاسبة المفسدين، من أجل القضاء على روح الاحتجاج عند المواطن والحفاظ على الحكم الطائفي الانتهازي.
سيقول لك البعض يارجل إنّ حرية التعبير في العراق غير مسبوقة، فيكفي أنك تكتب ما تشاء، ثم تذهب الى بيتك آمناً مطمئناً، هل تريد حرية أكثر من هذه؟ سؤال وجيه ومعقول،قبل أكثر من عامين نزل ربع مليون بريطاني إلى الشوارع، مع أنهم يملكون كل أنواع الحريات، يعترضون على خفض المعونات الاقتصادية. فهم يدركون جيداً أن التقصير في مسألة الضمان الصحي والاجتماعي ظلم للمواطن، ولهذا لا أريد أن أسال ماذا يعني تعبير"الرموز الوطنية"في بلد يعيش ثلث سكانه تحت خط الفقر، فيما مليارات ثرواتهم ذهبت الى جيوب الفاسدين؟!
لن ينفع العراقي أن نضع له قانوناً لتبجيل السياسي الفاسد وتقديسه، فهذه بديهيات حصلت عليها الشعوب منذ عقود. سوف يكون أنفع للمواطن أن نضع قانون لاتصرف فيه المليارات على تقاعد الرموز، بل من أجل إنقاذ آلاف العوائل الفقيرة من النوم في مساكن الصفيح والعشوائيات.
لا يكفي شعار الرموز من دون شعار الكفاءة. ولا تكفي قوانين قراقوش من دون العدالة الاجتماعية. تعالوا نتعلم من الصين"الكافرة"التي أخبرنا رئيسها أنّ ما يؤرق النظام، أن لا يجد الطفل مدرسة يذهب إليها".
أسوأ ما يحدث للأوطان في تفاقم المِحن أن يبلغ الأمر بالسياسيين الفاشلين منع الناس من الاحتجاج والكتابة.ولكن الأسوأ أن نطلب الحرية من سياسي سارق ونصّاب يحمل صفة"رمز وطني!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram