علي حسين
يحذّرنا السيد محمد الحلبوسي رئيس"القلعة الحصينة"التي تسمى مجلس النواب بأن نكفّ عن الحديث بشؤون المؤسسة التشريعية، لأنها صمام أمان العراق، ويضيف"لافُضَّ فوه"معلقاً على ما يكتب في الصحافة وما يظهر في الإعلام من نقد لمجلس النواب"القلعة الحصينة"بانه يُعدّ مرفوضاً وممنوعاً، وهو بذلك يعطي مشروعية لنكتة أطلقتها هيئة الاتصالات تمنع استهداف الرموز الوطنية.
من سوء حظ العراقي أنه يعيش في بلاد يعتقد ساستها أنّ الاقتراب من الحقيقة، بمنزلة الكفر والزندقة، وأنّ وسائل الإعلام ومعهم ثلاثون مليون مواطن عراقي مهمتهم الاولى الدعاء ليل نهار بأن يوفق الله النائب العراقي،لأنه ارتضى أن يدخل مجلس النواب رغم سوء الحال والأحوال، فماذا يعني راتب يتجاوز العشرة ملايين دينار مع مخصصات حماية لنائب لايستطيع أن يدفع إيجار بيته، ولهذا كان لابد أن يمنح ثلاثة ملايين دينار من أجل أن يجد سقفاً يؤويه هو وعائلته، أما آلاف العوائل الفقيرة التي تنام
في بيوت الصفيح والعشوائيات.فلها ربٌّ يحميها وبرلمان يَسخر من معاناتها وساسة ومسؤولون ينهبون ثرواتها.
يا سيدي رئيس البرلمان نكتب منذ سنوات عن الخراب والأخطاء التي ترتكب بحق الوطن والمواطن، والناس التي يقتلها الإهمال الأمني، فيتطلع البرلمان الى المواطنين ويعطي جواباً بلسماً : لماذا لاتلتزمون بقوانين هيئة الاتصالات؟
ياسادة عندما انتخبكم العراقيون توقعوا أن تأتوا لهم بنموذج صالح لحكم دولة حديثة، توقعوا أن يصغي السياسيون لأصحاب الخبرة والمعرفة، وليس لأصحاب قوانين تعويض"المجاهدين"والسهر على راحة بال"الرموز الوطنية". لن ينفع العراقي أن نضع له قانوناً لتبجيل السياسي الفاسد وتقديسه، فهذه أمور انكرتها ورفضتها الشعوب منذ عقود، سوف يكون أنفع للمواطن أن نضع قانوناً لا تضيع فيه المليارات بسبب"الأمطار"فقد شبعنا من"القفشات"المؤلمة.
هناك قادة يختارون طريق بناء المستقبل، ولهذا أصبحت سنغافورة التي بلا موارد نفطية، واحدة من أغنى بلدان العالم، وودّعت دبي شوارعها الترابية ومراكبها الخشبية، وتحولت بإخلاص حكّامها إلى واحة سياحية يدخلها كل يوم عشرات الملايين يبحثون عن الجديد في التكنولوجيا والفن والثقافة. في ذلك الوقت كانت دور السينما والمسارح تملأ شوارع بغداد، قبل أن يُحرّم السياسي"المؤمن"التمثيل والموسيقى، ويعلن أن النحت عمل شيطاني، كان ذلك أيضا قبل أن يقرّر محمد الحلبوسي، رفع الكارت الأحمر بوجه كلّ من ينتقد عمل برلمان"زيمبابوي"!.