TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: برلمان "لله يامحسنين"!!

العمود الثامن: برلمان "لله يامحسنين"!!

نشر في: 13 نوفمبر, 2018: 09:17 م

 علي حسين

يحذّرنا السيد محمد الحلبوسي رئيس"القلعة الحصينة"التي تسمى مجلس النواب بأن نكفّ عن الحديث بشؤون المؤسسة التشريعية، لأنها صمام أمان العراق، ويضيف"لافُضَّ فوه"معلقاً على ما يكتب في الصحافة وما يظهر في الإعلام من نقد لمجلس النواب"القلعة الحصينة"بانه يُعدّ مرفوضاً وممنوعاً، وهو بذلك يعطي مشروعية لنكتة أطلقتها هيئة الاتصالات تمنع استهداف الرموز الوطنية.
من سوء حظ العراقي أنه يعيش في بلاد يعتقد ساستها أنّ الاقتراب من الحقيقة، بمنزلة الكفر والزندقة، وأنّ وسائل الإعلام ومعهم ثلاثون مليون مواطن عراقي مهمتهم الاولى الدعاء ليل نهار بأن يوفق الله النائب العراقي،لأنه ارتضى أن يدخل مجلس النواب رغم سوء الحال والأحوال، فماذا يعني راتب يتجاوز العشرة ملايين دينار مع مخصصات حماية لنائب لايستطيع أن يدفع إيجار بيته، ولهذا كان لابد أن يمنح ثلاثة ملايين دينار من أجل أن يجد سقفاً يؤويه هو وعائلته، أما آلاف العوائل الفقيرة التي تنام
في بيوت الصفيح والعشوائيات.فلها ربٌّ يحميها وبرلمان يَسخر من معاناتها وساسة ومسؤولون ينهبون ثرواتها.
يا سيدي رئيس البرلمان نكتب منذ سنوات عن الخراب والأخطاء التي ترتكب بحق الوطن والمواطن، والناس التي يقتلها الإهمال الأمني، فيتطلع البرلمان الى المواطنين ويعطي جواباً بلسماً : لماذا لاتلتزمون بقوانين هيئة الاتصالات؟
ياسادة عندما انتخبكم العراقيون توقعوا أن تأتوا لهم بنموذج صالح لحكم دولة حديثة، توقعوا أن يصغي السياسيون لأصحاب الخبرة والمعرفة، وليس لأصحاب قوانين تعويض"المجاهدين"والسهر على راحة بال"الرموز الوطنية". لن ينفع العراقي أن نضع له قانوناً لتبجيل السياسي الفاسد وتقديسه، فهذه أمور انكرتها ورفضتها الشعوب منذ عقود، سوف يكون أنفع للمواطن أن نضع قانوناً لا تضيع فيه المليارات بسبب"الأمطار"فقد شبعنا من"القفشات"المؤلمة.
هناك قادة يختارون طريق بناء المستقبل، ولهذا أصبحت سنغافورة التي بلا موارد نفطية، واحدة من أغنى بلدان العالم، وودّعت دبي شوارعها الترابية ومراكبها الخشبية، وتحولت بإخلاص حكّامها إلى واحة سياحية يدخلها كل يوم عشرات الملايين يبحثون عن الجديد في التكنولوجيا والفن والثقافة. في ذلك الوقت كانت دور السينما والمسارح تملأ شوارع بغداد، قبل أن يُحرّم السياسي"المؤمن"التمثيل والموسيقى، ويعلن أن النحت عمل شيطاني، كان ذلك أيضا قبل أن يقرّر محمد الحلبوسي، رفع الكارت الأحمر بوجه كلّ من ينتقد عمل برلمان"زيمبابوي"!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram