TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: المندهشون من بيع المناصب

العمود الثامن: المندهشون من بيع المناصب

نشر في: 20 نوفمبر, 2018: 08:21 م

 علي حسين

يخبرنا النائب السابق عزت الشابندر الذي تنقّل بخفّة من حزب الدعوة الى العراقية ثم الى دولة القانون، والآن يحمل لقب”اصلاحي مستقل”! إن المهم هو المحافظة على النظام السياسي حتى وإن كان منخوراً بالفساد والانتهازية. لان البديل حسب قول”سيادته”هو الضياع والفوضى.
لكنّ المسألة ليست هنا في رؤية عزت الشابندر”الاصلاحية”، وإنما في المزاد الذي يقام لبيع الوزارات لمن يدفع أكثر بالعملة الأمريكانية، فيما البلاد تقف على حافة الهاوية، وساستنا”الأفاضل”منشغلون بالبيانات والتصريحات حول مَن المسؤول عن كل ما جرى خلال الخمسة عشر عاماً الماضية.
منذ سنوات وأنا لديّ مشكلة أساسية مع ما يقوله الساسة والمسؤولون عن الفساد والإصلاح، وتراني أضحك كلما أسمع مسؤولا سابقا أو حالياً يذرف الدمع على حال العراقيين، ويطلق الزفرات والآهات على أحوال البلاد والعباد، والأموال التي سلبت في وضح النهار.
النزاهة ليست بيانات ولا مخؤتمارات، إنها مسيرة خالية من الفساد ومن الكذب على الناس، أما الذين يبحثون عن مبررات مثل الاصلاحي عزت الشابندر فإنهم يعتقدون اما ان المواطن العراقي غبي وإما خائف من مواجهة حيتان الفساد.
بالامس على الصفحة الأولى من معظم صحف اليابان ومعها صحف العالم، صورة لرئيس شركة نيسان ومعها رينو للسيارات كارلوس غصن وهو في عهدة الشرطة بعد القاء القبض عليه،والذين لايعرفون كارلوس غصن أقول إنه الرجل الذي يعود له الفضل في إنقاذ شركتي نيسان ورينو من الإفلاس في تسعينيات القرن الماضي وحتى هذه الايام. أتمنى عليك عزيزي القارئ أن لاتذهب بك الظنون بعيداً وتعتقد أنّ هذا الرجل،”لفلف”ميزانية الشركات، أو أنه استولى على عقار في العاصمة طوكيو بأوراق مزورة، ولا تفرح فتعتقد أنه باع بعض المناصب في الشركات التي يديرها بملايين الدولارات، جريمة”كارلوس غصن”أنه ارتكب مخالفات تتعلق بالضرائب.
تقوم تجارب الحكومات الناجحة على الصدق والمشاعر الإنسانية. فيما يعيش ساستنا على الانتهازية واحتقار عقول الناس، وتلميع صورة الفاسد.. انظروا إلى صورة كارلوس غصن، وتمعّنوا في ابتسامة بهاء الاعرجي وهي يقرا الصحف التي تتحدث عن فضيحة الاستيلاء على احدى العقارات في الكاظمية، واسألوا أين نحن بعد خمسة عشر عاماً من الكلام عن النزاهة والعدالة الاجتماعية والخوف من الله، وحكومات التكنوقراط،، وسيادة القانون؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram