TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا يسخر البرلمان من العراقيين؟

العمود الثامن: لماذا يسخر البرلمان من العراقيين؟

نشر في: 21 نوفمبر, 2018: 08:13 م

 علي حسين

كنت أنوي أن أخصص عمود اليوم للحديث عن فيروز وهي تدخل عامها الثالث والثمانين، المطربة التي غنت للعشق وللهوى وللاوطان والتي لم تكن مغنية فقط، بل فنانة تدرك أن الفن جزء من نضال لايموت، يستمر ليهز وجدان الناس ومشاعرهم، إلا أن البيان الثوري الذي أصدره مجلس النواب والذي يحذر فيه بعض أصحاب النفوس الضعيفة من أمثالي من التصيد في الماء العكر، ومحاولة الاقتراب من قلعة البرلمان الحصينة التي ساهمت برغم حسد الحسّاد من الإعلاميين بإنقاذ العراق من الضياع والمضي في تحقيق التنمية والازدهار التي بدأت بشائرها بنفوق الأسماك وغرق مليارات الدنانير، وعودة عصابات داعش الى بعض المدن، وتعطيل عمل الحكومة،لأن مزاد بيع كراسي وزارة الداخلية والدفاع لم ينته بعد.
إذن ليس علينا إلّا أن نسمع ونطيع، فقد تصوّرَ”جهابذة”البرلمان، أن العراقيين مجموعة من السبايا والعبيد في مملكتهم، ليس مطلوباً منهم سوى الاستماع إلى تعليمات محمد الحلبوسي وتنفيذ ما يأمر به نوري المالكي، وحفظ وصايا الإصلاحي جمال الكربولي، وأن يقول العراقيون جميعاً بصوت واحد: أهلا وسهلا بفالح الفياض وزيرا.
ما حدث خلال الايام الماضية يفضح مخططات البرلمان ويثبت للجميع ان النواب لايضعون الخطط لبناء مؤسسات الدولة، ولايسعون الى إقرار قوانين تصب في خدمة المواطن، وإنما خطتهم الاساسية تحويل العراق الى شركة استثمارية تصب أموالها في جيوب السادة السياسيين وأقاربهم وأحبابهم، وإلا ماذا نسمي ماجرى تحت قبة البرلمان من حديث عن بدلات إيجار ومخصصاصات حمايات وتحسين معيشة للسادة النواب؟ ما ذا نسمي ما قاله رئيس البرلمان وهو يلوح بمعاقبة كل من يستهدف السلطة التشريعية؟ ماذا نسمي نائب يعتقد النائب أنها السكن في شقة لا يليق بمناضل ضحى من اجل ان يصل الى كرسي البرلمان؟!.
دعوني أسأل نواب البرلمان، ما هي الرسالة التي يريدون ان يوصلوها للعراقيين من خلال بيان لايقول الحقيقة ويحاول الضحك على عقول الناس وتصوير البرلمانيين بأنهم فئة مهمشة فقيرة تحتاج الى أن نمدّ لها يد العون والمساعدة.
ماذا سيقول المواطن الذي لايملك ثمن عشاء لأطفاله ويسكن في بيوت من الصفيح في الوقت الذي تحول فيه العديد من النواب السابقين إلى أصحاب ثروات وفضائيات وشركات في دول الجوار وقصور وشقق في بيروت ودبي ولندن، ولم يسألهم أحد من أين لكم هذا؟.
يملأ البرلمان للأسف حياتنا بالأكاذيب وبيانات التهريج، وفي سذاجة يومية يحاول أن يحول الأنظار عن المخصصات التي يتمتع بها مكتب رئيس البرلمان والتي تبلغ مليارات الدنانير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram