TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الدعوة يغرق في الشرقاط !

العمود الثامن: الدعوة يغرق في الشرقاط !

نشر في: 24 نوفمبر, 2018: 09:07 م

 علي حسين

باتت مواعيد البكاء على الأطلال تتكرّر في بيانات حزب الدعوة ، وكأنّ الحزب مصرّ على أنّ العراقيين خذلوه في مرحلة حرجة يمرّ بها العراق .
قبل يومين، غرقت قرى في الموصل وصلاح الدين والأنبار ومناطق كثيرة من الناصرية والعمارة ، وقبل يومين أيضا خرج علينا المناضل أحمد الجبوري " أبو مازن " ، ليطالبنا بأن نعطيه ثلاثين مليون دولار كي يصرفها على الكاولية ! فهي في نظره أفضل من العملية السياسية التي لاتريد أن تعطي رجلا بحجم أبو مازن حقه ، فمنصب وزير ومحافظ ، وعرّاب صفقة رئيس البرلمان ونائب أو " نائم " دائم على قلوب العراقيين لاتكفي مسيرة أحمد الجبوري الذي نسي أن هناك أكثر من ثلاثين مواطناً عراقياً قتلوا في السيول وشرّد الآلاف ، دون أن يسأل أحد مَن المسؤول عن هذه الكارثة . حتما الجواب سنجده في بيان حزب الدعوة الذي أصدره أمس والذي أخبرنا فيه أن الحزب "لم يكن محتكراً للسلطة أو منفرداً بها، وعمل في تبنّي المشاريع والبرامج التي تدعم الحكومات في أداء مسؤولياتها الخدمية والأمنية والسياسية "
ليست هذه المرة الأولى التي تسقط فيها أحزاب وشخصيات بامتحان النزاهة ، فقد فعلهتا قبل سنوات حين مهّدت الطريق أمام نهب مئات المليارات ، وحين صمتت على الخراب ، وعندما كافأت حسين الشهرستاني على ضياع أموال الكهرباء ، ومهدت الطريق أمام رحلة سعيدة قام بها ماجد النصراوي إلى أستراليا .
في كل مرة يجد المواطن نفسه على موعد مع أسوأ الخطابات التي تبرر الفشل وتحلل نهب المال العام ، وفي مجتمع يراد له أن يعيش البؤس والحرمان ، وأحزاب تغذّي نفسها من أموال السحت الحرام ، نجد المواطن وحيداً في الشارع ينتظر من يؤمّن له حياته وحاجياته وينشر الأمل والتسامح .. الحزب وهو يذكّرنا بأنه لم يحتكر السلطة خلال السنوات الماضية لأن العراقيين توهموا أنّ إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وحيدر العبادي ينتمون الى حزب الدعوة بينما الحقيقة هم أعضاء في تنظيم ماركسي ، ، والغريب طبعاً هذا الشعب الناكر للجميل الذي ينكر أنه خلال الأعوام الماضية عاش سعيداً مرفّهاً ينام على مصطلح " الفقاعات ويصحو على عبارة الانبطاح ، وبين هذا وذاك يمضي عمره مع حزب الدعوة وأشقائه الكرام في معارك منفعية ، ليست بينها معركة واحدة من أجل إنقاذ أهالي الشرقاط ، أو مدّ يد العون إلى مهجّري الموصل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram