TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: وزير للبيع.. مَن يَشتري؟

العمود الثامن: وزير للبيع.. مَن يَشتري؟

نشر في: 25 نوفمبر, 2018: 08:11 م

 علي حسين

السيد مقتدى الصدر في إحدى تغريداته الزاخره بالرسائل المستترة،، كتب عن ظاهرة المتاجرة بالمناصب وبيعها، وهو مزاد يقام بعد كل انتخابات، الرابح فيه من يدفع أكثر بالعملة الأمريكانية، وكنا عشنا تجربة"وطنية"قادها النائب أحمد الجبوري الخبير"في شراء الأصوات والذمم الذي قال لنا بكل ثقة وهو يشتري الأصوات لتنصيب الحلبوسي رئيساً للبرلمان"آني شرّاي وأكو من يبيع صوته"!..وعشنا فصلا ممتعا مع مثنى السامرائي، الذي تحوّل بأموال وزارة التربية من متّهم بملفات فساد إلى نائب يتمتع بكل مميزات الحصانة..وقبل هذا وذاك استطاعت الاموال والهبات أن تجعل من حنان الفتلاوي الرقم الاول في انتخابات 2014، وبأموال العراقيين جلس تحت قبة البرلمان مجموعة من الاشخاص الذين أصبح لديهم كل شيء سهلاً، المال العام أصبح خاصاً، والمنصب لا يسعى إليه من خلال الاجتهاد والعمل والخبرة، بل الوسيلة إليه هي الاموال المسروقة والانتهازية والمحسوبية
تلك مقدمة لازمة، ويلزم أكثر أن تعرف عزيزي القارئ أن هذا المقال لايندرج تحت باب المقالات الساخرة، وأيضا صاحبه العبد الفقير لله غير مندهش ولا مصاب بالصدمة بسبب ما يحصل من بيع وشراء في مصائر العراقيين، حتى أن تشكيل مجلس وزراء أصبح من المستحيلات، ما لم يتم اختيار فالح الفياض وزيراً للداخلية، أو ترضية سليم الجبوري بمنصب جديد!.
ولهذا بعيداً عن السخرية، تخيل عزيزي القارئ لو اننا عرضنا السيد فالح الفياض بالفعل في بورصة الوزراء، وقرر"معاليه"أن يعرض نفسه فيها كمنتج عراقي خالص صالح للتصديرلإدارة الأمن في بلد من بلدان العالم، فمن يفكر في الحصول عليه والاستفادة من خبرته، أو أننا نشرنا إعلاناً مبوباً نعرض فيه سليم الجبوري كخبرة في مجال إدارة البرلمانات،.
للفياض مثلما لسليم الجبوري ملف واضح وظاهر. تولى قيادة الامن الوطني، وشارك بجهد في أن يعيش العراقي أياماً هانئة وسعيدة، ومازال يبحث بإلحاح وإصرار عن إنجازت جديدة يضيفها لسجله الحافل بالمنجزات!!.. من يشتري إذن وزيراً عراقياً له كل هذه المواصفات؟
لا أعتقد أن السوق الاوروبية أو الاميركية ومعها الصينية والافريقية تفكر في شراء نموذج متطور مثل هذا الوزير، حيث تبقى السوق العراقية هي الأنسب والاصلح لمثل فالح الفياض وسليم الجبوري، ولو عرضتَ مثلا نموذجاً السنغافوري لي كوان أوالماليزي مهاتير محمد لن تجد في هذه البلاد من يفكر في الاستفادة من خدماته، فهو لايندرج ضمن نظرية مشعان الجبوري عن الاصلاح!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram