إياد الصالحي
غدتْ حمى التسابق بين الدول الأعضاء المنضوية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم أيُّهُمْ يُقدم الولاء المطلق للرئيس الحالي البحريني سلمان بن إبراهيم ويُجاهر بصوته له في إعلام بلده أو أثناء حضور حفل توزيع جوائز الاتحاد المؤمّل إقامته اليوم الأربعاء في العاصمة العُمانية مسقط، غدتْ مادة دسمة تؤخّذ كمصدر ثقة لجهة الطرف المستفيد أو كورقة ضغط مبكّرة على من يسعى للتنافس معه في إنتخابات نيسان 2019.
ولا يخفى على الجميع أن رئيس اتحاد كرة القدم عبدالخالق مسعود أطلق تصريحاً قبل اسبوعين منح فيه صوته للرئيس سلمان بعيداً عن هوية المرشح المقابل له، إيماناً منه بأنه الشخصية الأكثر استحقاقاً لصوت العراق، وتناولتْ بعض وسائل الإعلام العراقية هذا الأمر بإنتقاد موضوعي أشكلتْ فيه على توقيت التصريح وعدم مراعاة الموقف الحكومي المفترض التشاور معه.
بعض وسائل الإعلام البحرينية التقطت نقد إعلامنا لمسعود بطريقة مُبطّنة غَمزاً لـ (مراعاة الموقف السعودي الذي سيدفع بمرشحه عادل عزت نداً للرئيس سلمان)، وتقديراً لـ(مشاعر مسؤولي الرياضة السعودية التي قدّمت ملعباً هدية للعراق وساندت ملف رفع الحظر الجزئي عن ملاعبه).. هكذا قرأ الإعلام البحريني أو فهم أسباب انتقاد إعلامنا لرئيس اتحاد الكرة!
إن تفسير الأشقاء لم يكن دقيقاً، ومن حق أي صحفي أن يحلل الموقف العراقي وفق مصلحة ابن بلده الذي يحرص على زيادة أصوات مؤيديه في الانتخابات المقبلة، لكن الحقيقة ليست كذلك إذا ما أردتم أن تستقوا المعلومة، لا علاقة لرفض المجاهرة بدعم مرشح خليجي أو هدية ملعب أو مصلحة معيّنة، نعتقد أنه ليس صحيحاً أن يعلن رئيس الاتحاد العراقي "منفرداً" صوت العراق قبل مدة طويلة مثلما اعتاد الاتحاد في زمن رئيسي الاتحاد السابقين حسين سعيد وناجح حمود أثناء الدورات الانتخابية ، الصحيح أننا نريد تأسيس نهجٍ سليم مرتبط بقناة دبلوماسية وطنية عبر التشاور مع وزارة الشباب ممثلة الحكومة وكذلك الأولمبية لدراسة الموضوع بجدية أكبر مع الأخذ بنظر الحسبان مصلحة بلدنا أسوة بجميع البلدان ٤٧ المنضوية، هكذا رؤية الإعلام الواعي المهني ولا علاقة لنا بمن يطبّل لاتحاد الكرة المحلي أو يُسير مع موجِه.
بالمناسبة ما يجري اليوم في الساحة الخليجية من صراع ثنائي على زعامة آسيا سبق أن تكرّر في عام 2009، ووقتها كان موقف حسين سعيد يماثل زميله عبدالخالق مسعود، فأمتشق الإعلامي القدير مؤيد البدري قلمه وخصّ المدى بمقالٍ يوم الأربعاء 18 آذار العام نفسه بعنوان (تصويت متزن) أبرز ما جاء فيه : أعجبني تصريح أحمد الجبان لاعب منتخب سوريا السابق ورئيس الاتحاد السوري لكرة القدم عندما قال أن صوت سوريا لانتخاب ممثل آسيا فى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي سيتحدّد عند اجتماع الاتحاد الآسيوي في يوم التصويت، وبلا شك إنه تصريح يتّسم بالإتزان وحُسن التصرّف لأن أموراً كثيرة ربما ستحدث من الآن وحتى موعد الانتخابات قد تؤدي الى تغيير مواقف كثير من الدول.أقول هذا بعد ما أعلن حسين سعيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم أن صوت العراق سيكون لمحمد بن همام وما تلاه من رد لوزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر من أن "سعيد" أتخذ هذا القرار من دون استشارة الحكومة أو الوزارة ولأن مثل هذه الأمور يجب أن تحدّد من قبل السلطات العليا، لا أن يُقررها شخص لوحده من دون استشارة الحكومة أو بقية أعضاء الاتحاد.
تلك كانت خلاصة مقال البدري صاحب الخبرة الكبيرة في شؤون الاتحادين الدولي والآسيوي، ويفترض أن يستفيد مسؤولو اللعبة من نقده اللاذع قبيل التوجه للتصريح من هذا النوع.
نريد للصوت العراقي أن يذهب بإرادة وطنية غير مُشخصنة مثل الدورات الماضية، وسنبارك لسلمان أو عادل مثلما نبارك لأي منافس غيرهما ينال ثقة العمومية، لكن المهم أن لا تزيد الولاءات المُسبقة للمرشح الفلاني الشرخ بين العرب، نريد موقفاً موحّداً يتفق على رجل واحد يمسك التجمّع العربي بصلابة في انتخابات نيسان إسهاماً من الرياضيين في رتق ثوب أمتهم الذي مزّقه الخلاف والتخنّدق وعدم الرغبة الصادقة في رأب الصدع.