علي حسين
بعد أن انتشر فديو محافظ نينوى نوفل العاكوب، وتناقلت صفحات الفيسبوك مقولات"حكيمة"للمحافظ الذي يريد أن يعيد الحياة لمصطلحات من عيّنة "المطرك" و"التمضرط"مع الاعتذار للقارئ الكريم، كان بالإمكان أن تنتهي الحكاية عند البيان الذي أصدره رئيس مجلس النواب الذي نبهنا إلى ضرورة أن نثور ضد كل من يحاول استعبادنا.. لكنّ المفاجأة الكوميدية هي إصرار البعض وهم يزبدون ويرعدون ويتوعّدون، واصفين ما حدث بأنه مؤامرة ضدّ التعليم الذي يشهد مرحلة تطور غير مسبوق انطلقت على يد خضير الخزاعي وشهدت ازدهاراً في عصر محمد تميم، ونافست اليابان وسنغافورة في عهد محمد أقبال!
معروف لدينا، منذ سنوات أننا نُجبر كلّ يوم على مشاهدة فديو كوميدي لأحد السياسيين، ومنذ خمسة عشر عاما والسياسيون "الأشاوس" يقدمون لنا أطباقًا شهية من الوصولية والانتهازية، ويستهدفون رأس المواطن البسيط بكل أسلحة الكذب المفضوح، ويقصفون الناس بحكايات الإصلاح المليئة بالدجل والشعوذة، ويقذفوننا بفتاوى خطيب حزب الدعوة عامر الكفيشي التي يستبسل فيها بالدفاع عن السرّاق ولصوص المناصب،
ويصدّرون لنا فديوات مضحكة، كان آخرها مشهد الدموع التي ذرفتها النائبة عالية نصيف وهي تشكو حال النواب الذين يريد الشعب"الظالم"أن يقطع عنهم ملايين السكن، وبكل ألم ووجع قالت :"وين ينامون بالشارع..نائب عنده اعتبار تريدوه يأجر بيت عادي؟!".
بعد هذه الفديوات وقبلها فديوات المالكي والنجيفي والمطلك وسلسلة مضحكات إبراهيم الجعفري، هل لا تزال هناك أزمة وعي حقًاً عند المواطن العراقي بعد انكشاف كل هذه الأكاذيب؟
وأعترف أنني لست مع الدفاع عن مدير المدرسة الذي يرهب الاطفال، ولكنني حتما ضد مثل هذا التهريج الذي يراد له على يد العاكوب ان يتحول الى اصلاح، ولكن ما يعنيني في هذه الملحمة غير المسبوقة من السطحيات الديمقراطية هو ما ينتج عنها من آثار على المواطن الذي وجد نفسه وسط ملحمة فاضحة لايريد لها أحد أن تنتهي.
ياسادة نحن العراقيين نقبل كل المصائب كلّها إلا أن نستبدل فديوات محمود الحسن بفديو العكوب!
اليوم، لا حجة لدى المواطن العراقي، لكي يستمر خاضعًا لفديوهات"الاستحمار"التي تستهدفه منذ سنوات، بعد أن اختبر بنفسروايات السياسيين عن الاصلاح والعدالة الاجتماعية والازدهار الملفّقة، ليرفع الستار، في النهاية، على مشهدٍ شديد البؤس، بطله هذه المرة محافظ نينوى!