علي حسين
ما وجه الشبه بين فلاح السوداني، ورئيسة كوريا الجنوبية السابقة بارك غوين؟ سأجيبك قبل أن تحتار، كل منهما وراء القضبان ، هذا أولاً.. أما ثانياً: فإن الرئبيسة الكورية وصلت سنيّ حبسها الى 32 عاماً، لأنها اتُّهمت بتبذير مبلغ ثلاثة ملايين دولار. بينما الوزير"المؤمن"فلاح السوداني سيشمل بالعفو العام وسيعود الى بلاده"بريطانيا"آمناً مطمئناً، الفرق بين الاثنين أن فلاح السوداني يعيش في بلاد تقدّس"مجاهديها"وتعتبر الاقتراب منهم خطاً أحمر، وماذا يعني إن"لفلف"السوداني مليار دولار من أموال بلد غني مثل العراق ، لفلف مسؤولوه"المؤمنون"مبلغ ترليون دولار في مشاريع وهمية، لكن في في كوريا، لامكان حتى للأخطاء الصغيرة، ولايهمّ أنّ السيدة هي ابنة مؤسس كوريا الجديدة، وباني نهضتها الاقتصادية، ذلك عمل وظيفي، لايحتاج الى أن يدفع الشعب ثمنه!
وأنا أقرأ خبر شمول السوداني بالعفو العام تذكرت جلسة الاستجواب التي عقدها البرلمان عام 2009 التي ظهر وزير التجارة آنذاك فلاح السوداني مبتسماً، يوزع النظرات بوداعة ومودة، يغدق الأوصاف الحميدة على مساعديه الذين وصفهم بالأبطال لأنهم استطاعوا بشطارة أن يجعلوا العراقيين يهضمون مواد غذائية غير صالحة للاستخدام البشري، ولأنهم أناس أفاضل لم تتلوث أيديهم بدماء الغير، وكل ذنبهم أنهم حولوا أموال الحصة التموينية الى حساب خاص بالسيد الوزير وأقاربه، ثم أعلن لنا برقّة متناهية أنه يسامح كل من أساء إليه، فحساب هؤلاء المغرضين عند الله حيث سيلقاهم الوزير المؤمن بوجه أبيض، كنت أنظر إليه وهو يتحدث بصوت خاشع قانع، بأنه يتعرض لمؤامرة تقودها قوى عميلة لإفشال مشروعه النهضوي، ولم ينس أن يحذّر من الأجندات التي تلاحقة ليل نهار، فلاح السوداني بدا لنا آنذاك رجلاً بسيطاً، وهو يقسم بأغلظ الأيمان هناك مؤامرة تريد أن تقضي على مستقبله السياسي.. كان يريد من النواب أن لايصدقوا تقارير لجان النزاهة لأنها نوع من الفسق يصيب كل من يقترب منها.
ولأن السوداني رجل شديد الذكاء، أوصلته فطنته الى أن يشد الرحال الى بلده الثاني بريطانيا التي يحمل جنسيتها لكي يستثمر أموال الحصة التموينية هناك في مشاريع"خيرية"! مستفيداً من سماحة القضاء ووداعته الذي انتصر في النهاية لفلاح السوداني الذي سيفلت مثلما فلت النصراوي وصلاح عبد الرزاق وايهم السامرائي ومئات من الذين حولوا ثروات العراق الى جيوبهم الخاصة!