TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: اتحادات بمناهج معطَّلة

كلمة صدق: اتحادات بمناهج معطَّلة

نشر في: 2 ديسمبر, 2018: 06:47 م

 محمد حمدي

مرّت انتخابات الاتحادات الرياضية بالمجمل سالمة ومن كتب لها أن تعاني قليلاً فسرعان ما تسيّر أمورها بشتى الطرق نحو ناصية العمل المعتاد من أجل أن يقال إن العناوين الرياضية التي تحملها الاتحادات باقية حتى وإن كانت يافطات فقط تكشر حروفها بوجه من لم يعجبه هذا وذاك، فهي بجميع الظروف والأحوال حدثت تحت خيمة اللجنة الأولمبية واشرافها بقانون نافذ وثوب قانوني مخرّق حد غياب الستر أو كشف ما يستر.
إن حال الرياضة لا يعدو أن يكون بأفضل من مفاصل أخرى تخص الوطن والمواطن معاً وللحديث أوجاع قد تجرّنا الى أتون مواضيع شائكة تُدمي القلب، المهم إنَّ ما تم التخطيط له وبرمجته قد حصل فعلاً وقولاً وانتهت المؤتمرات بهذه الصورة التي شابها الكثير.
في أثناء حضورنا أحد هذه الانتخابات أو الجولات انبرت شخصية رياضية معروفة لوقف النقاش المحتدم داخل أطراف اللعبة بالقول إن الصحيح هو الذي سيصح أولاً وأخيراً وما عليكم إلا الانتظار ومنح الوقت الكافي الى الهيئة الجديدة لتعمل بجد وحرص مستفيدة من فشل التجارب السابقة.
الحقيقة إنني لم أستغرب حديث الرجل وأغلب الظن إنه أطلقه على طريقة شيوخ النزاعات العشائرية ممن يجتهدون في البحث عن المفردة لملء الفراغ المشحون في حل النزاعات دون أن تكون للكلمة أهمية وتأثير سوى في حينها مع إنه يلهج بكونه خبيراً أفنى سنيّ عمره في انتظار تحقيق شيء وشمّر عن ساعديه أبد الدهر كحمامة سلام حلّقت بجناحي طائر الرياضة.
كلمات جميلة وسمو في الخلق من جانب وتخريب وتدمير من جانب آخر يفتقر الى العلمية والتحليل المنطقي الصحيح، فأي صحيح والاتحاد المذكور فشل في الدورة السابقة فشلاً ذريعاً بجميع مفاصل عمله داخلياً وخارجياً وادارياً ناهيك عن ملفاته المخجلة على أبواب المحاكم ومراكز الشرطة، أية ظروف وأحوال والشخوص ذاتهم والحال تأخر اكثر مما كان عليه قبل عقود من الزمن؟ واية فرصة ستمنح لمن ثبت فشله المزمن ومرضه المهلك الذي نخر جسد لعبته؟
إن التشخيص الذي نسير عليه في علّة رياضتنا المزرية معروف جداً ولا يختلف من اتحاد لآخر وجميع التشخيصات هي حقيقية ولا غبار عليها كما لا غبار على أن الانتخابات في مجملها عملية شكلية لتقاسم السلطة أو فض النزاع بين المتخاصمين وان حفلت بالضرب تحت الحزام والركون الى الاطراف الخارجية المؤثرة القوية!
إن العلاج أو الدواء بمفعوله مشخّص هو الآخر لو أن القوة القانونية الرقابية سارت بذات القوة التي أيّدت الانتخابات ونقصد بها الرقابة والحساب بقدر الإنجاز والانتشار للالعاب الرياضية لكل لعبة على جانب من قبل اللجنة الاولمبية الوطنية وإلا ما جدوى عمل اتحاد شعاره الفشل بين ثنايا هذه اللجنة دون أن يصحح مساره؟
انتهت الانتخابات وقريباً سيحل الموسم الجديد لعام 2019 الذي ينبغي أن تعلو فيه لغة الواقعية والتقييم على وفق ما يخططه الاتحاد بنفسه لبرنامجه السنوي وينفذه أيضاً وإن لم يفعل فلا جدوى للبقاء أصلاً وهذه الصيغة المستنسخة تذوب بين عمليات التأجيل والإلغاء للبطولات والمناهج، ربما سيعترض من يعترض على أن المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية المقبل هو نتاج طبيعي لهذه الاتحادات، وبالتالي ستكون لنا أسوة في المثل القائل لا يستقيم الظل والعود أعوج، يجب أن ينطبق سلّم الرقابة والحساب من أعلى الهرم نزولاً. هذا هو المفيد أو لنركن لقول صديقنا الخبير لا يصح إلا الصحيح أولاً وأخيراً وينام بطلنا الأولمبي حالماً بانتظار التغيير من عالم مجهول.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram