اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: النصر في مواجهة الفساد

العمود الثامن: النصر في مواجهة الفساد

نشر في: 10 ديسمبر, 2018: 08:58 م

 علي حسين

في روايته الثلج الحار يكتب الروائي الروسي يوري بونداريف على لسان المجنّد كوزنيتسوف: لن نخسر الحرب، القضية لا تتعلق بمن هو الأقوى بل من هو صاحب الحق في هذه الارض! وقبله كتب الالماني إريك ريمارك في ملحمته الروائية كل شيء هادئ في الميدان الغربي إن"النصر لمن يريد النصر". ولهذا انتصرنا في المعركة ضد عصابات داعش لأننا أردنا النصر، كل عراقي أراد النصر، لا المقاتل الذي قاتل سعى الى النصرفحسب، وإنما كلّ مواطن عراقي واجه مصاعب الحياة بابتسامة ومحبّة، كلّ عراقي خرج من بيته وهو يدرك جيداً أنّ هناك إرهابياً كان يتربص به، أو سياسياً يريد أن يلغي حقه في الحياة، الجميع كان يتحرّق شوقاً إلى النصر، ولهذا لايمكن لنا أن نسجل النصر الذي نحتفل به اليوم لفئة معينة أو فصيل سياسي، أو جهات تدّعي أنّ العراقيّات كُنَّ تحوّلنَ إلى سبايا لولاهم،، أو من يريد تسجيل النصر"طابو"باسم هذا القائد أو ذاك"المجاهد"أو من يعتقد أنّ لولا سلاح إيران وطائرات أميركا لما كان هناك نصر.
أيها السادة هذا الشعب قرر أن ينتصر. إنّ العراق الذي يزعم البعض أنه مات منذ عقود، لايرون قلبه العظيم بارزاً نحو السماء بين مباني الموصل المهدّمة.. لقد صنع العراق نصره بيده ليعيش إلى الأبد.
اليوم ونحن نستذكر لحظة النصر ندرك جيداً أنّ الفساد لايزال متغلغلاً في مؤسسات الدولة وعند رجال السلطة الذين حوّلوا العراق إلى بؤرة من بؤر الرشوة والإثراء السريع غير المشروع. ولم يستطع العبادي من قبل الوقوف في وجه كل السرّاق وتقديمهم للعدالة، ويبدو حتى هذه اللحظة أنْ لا أحد يستطيع الوقوف بوجه أباطره الفساد!
عندما أُعيد إحياء ألمانيا التي دمرتها الحرب العالمية الثانية، اقتضى النهوض من ركام الخراب سياسياً مدركا لمسؤوليته تجاه شعبه، فكان الاختيار لـ"أديناور"، الذي سُمّي في ما بعد"باني ألمانيا الحديثة"لأنه استطاع خلال سنوات قليلة أن يجعل من هذه البلاد المهزومة، واحدة من أقوى اقتصاديات العالم.
يلتقي الساسة الذين يحبّون أوطانهم على مشترك واحد رفاهية الشعوب وطيّ صفحة الدمار والخراب والوقوف بوجه الفساد، لكن في بلاد الرافدين هناك رجال اعتقدوا أنهم إذا حملوا إلى الناس النصر، حقَّ لهم استبداله بالسيطرة على مؤسسات الدولة وثرواتها ومستقبلها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram