علي حسين
صباح أمس غرّد النائب"المجاهد"طلال الزوبعي معلناً أن لا أحد من حقه أن يبيع وطنيّات برأس سيادته.. أما لماذا تفضل سيادته وكتب هذه التغريدة"الوطنية"، لأن رئيس مجلس النواب طالب بأن يمنح منصب وزير الدفاع الى الفريق عبد الغني الأسدي، أو الفريق عبد الوهاب الساعدي، ففي العرف"الوطني"للسيد الزوبعي لايحق لشيعي أن يقترب من منصب وزير الدفاع، مثلما يؤمن معظم الساسة الشيعة أن وزارة الداخلية خط أحمر، وأضيف لها فسفورة هي فالح الفياض.
في ظل تغريدات الزوبعي الثورية، لابد أنكم تحسدون معي رئيس المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي، وهو يبكي وينوح على الفضيلة التي يريد الشعب أن يدنّسها، مطالباً هيئة الاتصالات بحماية الأخلاق.. طبعا ملايين العراقيين وأنا واحد منهم لانزال نحفظ ونردّد وصيّة همام حمودي التي أخبرنا فيها أنه وحزبه ومعهم مجموعة من"الرفاق"هم الذين حققوا الحرية لنا، وأن هذه الحرية فرصة تاريخية علينا أن لانضيعها في محاسبة المسؤول على راتبه أو الاعتراض على سرقات عديلة حمود أو على ضحك باقرجبر الزبيدي علينا، لأننا بحسب وصية حمودي نعيش نعمة ما بعدها نعمة وقد تذهب منّا، إذا لم نستح ونترك"الجماعة"يفرهدون!
في هذا المكان ولأكثر من مرة كتبت أنتقد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وسأواصل الكتابة عن أخطاء هذه الطبقة السياسية، لكني اليوم مطالب بأن أشكر موقفه وهو يوجّه رسائل لعدد من قادة جهاز مكافحة الإرهاب لاختيار أحدهم وزيراً للدفاع بعيداً عن كون المنصب حصة المكون السنّي، في الوقت الذي لاتزال كتلة البناء تصرّ على أن وزارة الداخلية من حصتها حصراً، وأنها"مفصّلة"على السيد فالح الفياض!
وأنا أقرأ تغريدة النائب"المجاهد"طلال الزوبعي التوازنية"تذكرت ماقالته أمس رئيسة وزراء بريطانيا"الكافرة"تيريزا ماي وهي تنتظر جلسة للبرلمان ربما تطيح بها بسبب اتفاق بريكست حيث قالت :"إنّ مناصبنا ليست ترفاً، وربما أغادر منصبي في أية لحظة، فنحن عاملون عند من انتخبونا،، ولن نخيّب آمالهم".
ما يعتقده المواطن البريطاني أن له الحق في إقصاء رئيس الوزراء، لا يستحق عندنا حتى عناء المناقشة، ماذا يعنى ان يكون منصب وزير الداخلية حكراً على قائمة سياسية، وان لا تخرج وزارة الدفاع من معطف طلال الزوبعي؟!.