TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تفاحات العيداني

العمود الثامن: تفاحات العيداني

نشر في: 15 ديسمبر, 2018: 09:44 م

 علي حسين

سأظلّ أقول بلا تردُّد، ليس أكثر بؤساً من مجالس محافظات تتجعل معركتها من أجل المواطنين، أشبه بلعبة سيرك على الحبال، هرباً من التصدّي الجاد للمشكلة، ليجد المواطن نفسه بمواجهة قوى سياسية فاسدة من جذورها، لاتزال تواصل الرقص على الحبال، وحين يشاد غضب الناس وتخرج للتظاهر ضد الظلم، يخرج عليها أعضاء مجالس المحافظات وهم يحملون المسدسات، أو يمارسون لعبة الملاكمة مثلما يهوى السيد أسعد العيداني الذي يريد أن يوفّق"بالحلال"بين عضويته في مجلس النواب ومنصبه كمحافظ، وإذا ما قالوا له : ياعزيزي لايجوز مسك تفاحتين بيد واحدة، يمارس هواية تهديد المتظاهرين والركض وراءهم.
عندما نشاهد الفضائيات نكتشف أنّ زمن الساسة الانتهازيين والوصوليين ينقرض في العالم، لكنه ينمو وتتطور عروضه في العراق، بالتاكيد نحن لا نحلم بدولة مثل اليابان تسجن أكبر رئيس شركة سيارات بسبب تهرب ضريبي، ولا نطمح بقضاء مثل القضاء الإيطالي
يحكم على رئيس الوزراء السابق بسيلفيو بيرلسكوني عقوبة"الخدمة الاجتماعية"في إحدى دور رعاية المسنّين على خلفيّة الحكم الذي صدر بسجنه بتهمة التهرّب الضريبي.
منذ أحداث البصرة والقوى السياسية تمارس طنيناً مضحكاً، وكأنّ الحكومة جادة في معالجة الأزمة، وأنّ تيار الحكمة يسعى لتقديم كلّ ما لديه من أجل أهالي المدينة، وأن دولة القانون لا ينام أعضاؤه قبل أن يحصل فقراء البصرة على حقوقهم، وأن سائرون ستعطل المراكب السائرة من اجل ثغر العراق، والفضيلة تصرخ"وا بصرتاه!"، والمجلس الأعلى بقيادة حمودي ينوح على الأخلاق التي يهدرها متظاهرو البصرة، والوطنية تشكو للعالم هموم الحيانية والعشار، والحلبوسي والكربولي والجبوري قرروا أن لايشربوا الماء قبل أن يرتوي ظمأ أهالي البصرة، وتحولت أزمة البصرة إلى عرض لخطب مضحكة، وتمّ رسم خريطة هزلية لعمليّة الإنقاذ، ونسي الجميع أنّ ألعاب السيرك السياسية لا تصنع سوى الخراب. التنمية والعدالة الاجتماعية يصنعها اصحاب النوايا الخيّرة، وأهل العمل البنّاء والصدق. راقصو السيرك لاهمّ لهم سوى الضحك على الناس والسعي الى إشغالهم بألعاب مثيرة.
في كل يوم يحاول مجلس محافظة البصرة ومعه البرلمان الموقّر، أن يخدعوا العراقيين، بأن مجلس المحافظة شيء، وأسعد العيداني"النائب"شيء آخر، ونجدهم ينشطون في ترويج نكتة أخرى، تقول إن الحكومة ستنتشل البصرة من الفوضى وغياب الماء النقي والكهرباء، لنكتشف أن بغداد بلا ماء نظيف، وكهرباؤها لاتزال تعاني من العمى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram