رعد العراقي
تمتلك الصحافة الرياضية العراقية تاريخاً يشعرها بالفخر بعد أن انجبت أجيالاً من عمالقة المهنة مازال صدى اسمائهم يعطّر أجواء الملتقيات والمؤتمرات أينما عقدت ليس على مستوى العراق، بل حتى خارج حدوده، أمثال مؤيد البدري وضياء المنشيء وهادي عبدالله وخالد جاسم وعلي رياح وإياد الصالحي وضياء حسين وعمار طاهر، اسماء أراها من وجهة نظري الشخصية تمثّل نخبة مميّزة لزملاء شهدنا مسيرتهم خلال مراحل زمنية متعاقبة.
لم تنتظر كل تلك الشخصيات استفتناءً روتينياً كي تثبت كفاءتها إنما تركت أفعالها وتأثيرها في الميدان، هي من تفرض استحقاقها المهني، وتكسب ثقة القارىء وحازت على تقييم معنوي رفع من شأنها ومنحها مكانتها بين الصفوف بدرجة أو في آخر القائمة ترتيباً لأن ببساطة جميعهم نالوا شرف التميّز والعطاء ضمن القائمة الذهبية، كل تلك كانت رؤية المنافسة المهنية بين الزملاء، وذات الرؤية هي من تتبناها الجهات المسؤولة عن عملية الاختيار والتقييم بينهم إن استوجب الأمر الإعلان عنه.
ما يحدث الآن من اضطراب وهوس فكري في التفنّن باغتيال هدف الممارسة الديمقراطية (الاستفتاء) وتحويلها الى خزعبلات وبُدع تهدف للمباهاة وتصادر المشهد الصحفي تقوم به بعض الجهات الإعلامية غير الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي وبأساليب مخفية لا تستند الى أسس واضحة ومعايير معتمدة كنزاهة الكلمة وتأثير الفعل ورقيّ الاسلوب والعطاء المتواصل، بل اتخذت من حملات الترويج وتحشيد الأصوات الوهمية لضمان اختيار شخوص بعينهم ولم تكتف ضمن قوائم الاستفتاء للايحاء بنزاهة العملية دون الاكتراث مما تسبّبه من إساءة لتلك الأقلام الصحفية الرفيعة. لا نعرف بالتحديد أي رسالة تريد تلك الجهات التي تتسابق لتنظيم هذه الاستفتاءات ايصالها غير التلاعب بمشاعر القارىء وذوقه وفرض آيدلوجية تقييم جديدة بين هذا الصحفي وذاك يكون فيها القدح المعلّى للصوت المزمجر وصاحب كثرة النزاعات مع الاتحادات والأندية والضغط والتهديد وقوة الجهات الداعمة له هي من يراد أن تقفز للاذهان لتكون الصورة البديلة لمعنى (التمييز)!
ووسط تلك الأجواء كان لابد أن تكون هناك خسائر ليس على مستوى الإساءة للصحافة الرياضية فحسب، بل تعدّت الى سرقة جهود وطموح الأجيال الصحفية الشابة التي لم تجد الفرصة في إثبات كفاءتها وإيجاد من يتفحّص نتاجاتها بعد ان عمدت اغلب تلك المواقع الى اقصاءها بطريقة انتقائية من اي عملية استفتاء لتبقى اسيرة بين أمرين إما البقاء في الظل أو الرضوخ لمواصفات التمييز والشهرة بطريقة جديدة مبتكرة!
ان امام اتحاد الصحافة الرياضية مسؤولية كبيرة في الحفاظ على إرث المهنة من خلال التصدّي لخزعبلات استفتاءات مدفوعة الثمن لـ "فرض الصفة الرسمية لها" وسحب البساط من تحت أقدام من يحاول أن يسيء لأعضائه واعتماد مقترح إقامة حفل سنوي يجمع أسرة الصحافة الرياضية وينتدب قبل ذلك نخبة من الصحفيين لا تقل خدمتهم في المهنة عن ثلاثين عاماً يتصدّون لعملية اختيار الافضل بكل الاتجاهات والمستويات ووفق ضوابط محددة لا تستثني أحداً على أن يتم الإعلان عن الاسماء من خلال الحفل ووسائل الإعلام الأمر الذي سيمنح تلك الخطوة الثقة من قبل الجماهير الرياضية أو الصحفيين ويكشف زيف نتائح ( استفتاءات آخر زمن )!