TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عربون محبّة للفيّاض

العمود الثامن: عربون محبّة للفيّاض

نشر في: 17 ديسمبر, 2018: 08:31 م

 علي حسين

قبل 24 ساعة بالتمام والكمال من جلسة البرلمان المكوكية قرر القضاء العراقي فجأة، وبمحض الصدفة، إعادة السيد فالح الفياض الى جميع مناصبه وهي على التوالي : مستشار الأمن الوطني، ورئيس جهاز الأمن الوطني، ورئيس هيئة الحشد الشعبي، كما قرر مجلس الامن الوطني العراقي فجأة، وبمحض الصدفة أيضاً، أن يلتقط صوره لأعضاء المجلس لنجد الفياض يجلس”مستريحاً”في الوسط مع بيان يقول بحضور مستشار الأمن الوطني فالح الفياض. كما قرر تحالف البناء وبمحض الصدفة، تغيير لهجته الحادة فى فرض فالح الفياض وزيراً للداخلية، وأخبرنا قيادي في التحالف أن قيادة تحالف البناء، أقرت اتفاقا أوليا، يقضي ببقاء الفياض بمناصبه الامنية الثلاثة، رئيسا ومستشاراً، ورئيسا، لقاء انسحابه من السباق نحو حقيبة الداخلية.
وقد كنت مستعداً للبقاء أسيرا لنظرية الصدفة السعيدة، واستبعاد وساوس الصفقة، وأن أصدق أن ما يجري طبيعى وتلقائى لولا أن موقعاً إخبارياً”ناس”أبلغنا أن :”زعيماً بارزاً في تحالف البناء، قال بأن ترضية الفياض، وسحب ترشيحه من حقيبة الداخلية، أمران متلازمان”.
إذن الحمد لله، ستنتهي الأزمة السياسية في وقت قريب جدا، وسيتجنب العراقيون شر حرب طاحنة هم في غنى عنها في مرحلة عصيبة نواجه فيها غياب المسؤولية.. وغياب الرشد عند العديد من الذين يؤمنون ان المنصب كتب طابو بأسمائهم.
تتذكرون مثلي أن السيد فالح الفياض قبل أشهر معدودات أعاد علينا الاسطوانة التي يغنيها معظم السياسيين من أنهم لايهتمون للمناصب، وإنما هدفهم خدمة الناس، حتى أن الفياض قال بالحرف الواحد :”كل المناصب التي أخذتها لاقيمة لها”والرجل مشكوراً لم يفتْه أن يطمئن الشعب العراقي الذي نام امس مطمئنا بعد ان بشره بأنه باق في منصبه لأنه أهل للمنصب بحسب معتقداته، وليس بحسب أوامر تصدر عن الحكومة التي يعمل فيها، ولهذا كان لابد أن يصدر قرار من القضاء يحذرنا من التخلي عن فالح الفياض،لأن غيابه عن الساحة سيُعيد الفوضى الأمنية، ولأن الشعب لايدرك حجم الاضرار التي سيتعرض لها العراق.
عزيزي المواطن المغلوب على أمره وأنت تقرأ تعليقات الساسة والنواب وفرحهم بعودة الفياض ظافراً، غانماً الى مواقعه، أتمنى عليك أن تُنعش ذاكرتك بأنّ الفياض لم يخرج علينا يوماً ليقول إنه يتحمل ولو جزءاً بسيطاً عن الخراب والفوضى الأمنية التي حصلت في البلاد منذ عام 2011 وحتى عام 2018.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram