محمد حمدي
بحساب المنطق والعقل فإن المرحلة المتبقية من عمر إعداد منتخبنا الوطني والبالغة ثمانية عشر يوماً حتى موعد انطلاق بطولة كأس آسيا 2019 في دولة الإمارات، هي فترة حرجة جداً ولا تحتمل التبديل أو التلاعب، على فرضية أن المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش قد استقرّ في باطن عقله التدريبي على التشكيلة النهائية التي سيخوض بها تصفيات المجموعة الرابعة بعد اكماله أربعة أشهر تدريب فعلي مع المنتخب خاض خلالها ما يكفي من المباريات التجريبية.
أي كانت الآراء المطروحة على الساحة اليوم حول التشكيلة والغبن لبعض اللاعبين والتي قد نتفق معها سراً أو علناً فإنها غير مجدية بالمرّة، لأسباب كثيرة لعلَّ أولها ما طرحه كاتانيتش نفسه وأنتقد بها مسيرته مع منتخب الإمارات لثلاث سنوات خلتْ منذ عام 2009، مبيناً إنها رحلة تدريبية للنسيان حفلت بخلافات كثيرة وعلاقات غير مستمرة، وربما كان طرحه لهذه التجربة على طريقة ( اياك اعني فاسمعي ياجارة ) على اعتبار إنه الشخص الوحيد الذي يتحمّل مسؤولية نتائج المنتخب وما سيقدمه خلال البطولة التي ترك أمر التوقّع بنتائجها مفتوحاً وإن كان يميل الى فرضية المشاركة الفاعلة وليس التنافس من أجل نجمة ثانية تضاف لرصيد منتخبنا الوطني على المستوى الآسيوي.
الفرضية الثانية هي دخول منتخبنا الى الفترة الأخيرة من الإعداد عبر معسكر قطر وتهيئة سبل المشاركة الناجحة له كونه سيدافع عن ألوان الكرة العراقية وهو بأمس الحاجة الى الدعم المعنوي الجماهيري بجميع اشكاله والتحشيد الإعلامي لهذا الغرض، وهي بلا شك مهمة وطنية حملها الإعلام العراقي دائماً بمهنيته المعهودة ومواقفه المتميّزة مع جميع منتخباتنا الوطنية بمختلف الألعاب، وكان رقماً صعباً في اسنادها وتحقيقها لأفضل النتائج.
إن الحديث آنف الذكر هو للتذكير فقط وجميعنا تحْدوه الثقة بأن جماهيرنا وإعلامنا الرياضي المهني سيكونون عند مستوى الطموح وأفضل من ذلك بكل تأكيد، ولكن الخشية وكل الخشية تأتي من التصريحات المتخبّطة التي تنطلق من بيت الاتحاد الكروي أو من المحسوبين عليه، وهي تصريحات لا تخدم المنتخب في شيء يُذكر، بل العكس صحيح تكون سلبية في الغالب، وإن كانت النيّات لاصحابها بريئة وغير مقصودة، فقد يُعلّل أحدهم تصريحه للرد على لاعب أو مدرب أو حتى إعلامي بأنها من باب حق الردّ وعبر مواقع التواصل الاجتماعي للجم الأفواه التي تشكّك بتصرّف ما، ولكنها ستكون سلبية جداً وتؤخذ على محمل الجد وتُنسب الى مطلقها بصفته التي يحملها، وقد تؤخذ على صفحات إعلامية مشبوهة أو تروّج في مصادر إعلامية خارجية، وهذا الذي نشير اليه يقيناً انه السيناريو الأكثر خطراً على الأسود ونفسياتهم قبيل انطلاق البطولة.
لنتبنّى بعد هذا الطرح مشروعاً للتسامح وعدم تحميل التصريحات الهامشية أكثر ممّا تستحق، ونساند أسودنا التي نُمنّي النفس بوثبتها على ملاعب الإمارات وتجديد الإنجاز الكبير الذي طال انتظاره.