سامي عبد الحميد
1-2
تأسست (مصلحة السينما والمسرح) عام 1959 ليكون الرائد المسرحي (يوسف العاني) مديراً عاماً لها وكان مقرها أحد المنازل في شارع أبو نؤاس وكانت تابعة لوزارة الإعلام واقتصر عملها في البداية على إنتاج أفلام سينمائية حيث ضم قسم السينما فيها عدد من المختصين الذين كانوا يعملون في مركز إعلامي اميركي وآخرون يعملون مع الوحدة السينمائية الانكليزية التابعة لشركة النفط، ومنهم (فكتور حداد) و(محمد شكري جميل) و(لطيف صالح) و(ماجد كامل) وانتجت المصلحة آنذاك فيلماً واحداً هو (شايف خير) سيناريو يوسف العاني وإخراج محمد شكري جميل ويوسف جرجيس حمد.
وبالرغم من عدم وجود قسم للمسرح في تلك المصلحة آنذاك إلا أنها أقامت مهرجاناً مسرحياً محلياً شاركت فيه فرق مسرحية خاصة – أهلية.
في عام 1964 عين الاستاذ الراحل (حقي الشبلي) مديراً عاماً للمصلحة ليحل محل المدير العام (سعيد الأسود) وقد انتقل مقرها من شارع أبي نؤاس إلى الابنية التي كانت السفارة السوفيتية لتقيم عليها معرضها التجاري ، وكانت هناك بناية مسرح سميت (المسرح القومي) وبوقتها أضاف الاستاذ الشبلي قسماً آخر إلى المصلحة سمي (قسم المسرح) وعين لكاتب هذه السطور إدارة ذلك القسم بعد أن استعيرت خدماته من معهد الفنون الجميلة. وقد أتفق المدير العام ومدير قسم المسرح على تشكيل فرقة مسرحية وطنية سميت (الفرقة القومية للتمثيل) ، واعتقد أن (الشبلي) لم يكن جاداً في تشكيل فرقة الدولة ولم أكن أعرف السبب ومع ذلك فقد قدمت مصلحة السينما والمسرح وبأسم الفرقة القومية للتمثيل قبل تشكيلها رسمياً خمسة أعمال عندما كان صاحب هذه المقالة رئيساً لقسم المسرح وهي على التوالي: (تاجر البندقية) لشكسبير و(انتيغونا) لجان أنوي و(الحيوانات الزجاجية) لتنسي وليامز و(النسر له رأسان) لجان كوكتو وكانت كلها من إخراج (سامي عبد الحميد) وصمم المناظر لها الراحل (كاظم حيدر) وصممت الأزياء الانكليزية (ترودي منلمان) وظهرت المسرحيات الأربع بمستوى فني عالٍ جداً وبدلاً من تشكيل الفرقة القومية رسمياً اهتم (الشبلي) بتشكيل فرقة للفنون الشعبية سماها (فرقة الرشيد للفنون الشعبية) وقد اختلف رئيس قسم المسرح والمنولوجست المشهور (عزيز علي) وكان يعمل مستشاراً فنياً في المصلحة ، أقول اختلفا مع المدير العام حول اجراءات تشكيل فرقة الرشيد وحول طبيعة عملها ومستواها المتدني آنذاك. علماً أن فرقة الرشيد قد تحوّلت بعد خروج (الشبلي) من إدارة المصلحة إلى (الفرقة القومية للفنون الشعبية) التي بقيت تمارس عملها الناجح حتى اليوم خصوصاً بعد أن استند تدريب اعضاء الفرقة وتصميم رقصاتها إلى خبراء من الاتحاد السوفيتي السابق.