TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: أسئلة لايُجيب عنها المالكي!!

العمود الثامن: أسئلة لايُجيب عنها المالكي!!

نشر في: 25 ديسمبر, 2018: 08:43 م

 علي حسين

مُنتهى الجرأة أن يحاول البعض القفز فوق معطيات الواقع ليتحدّث عن مؤتمرات تضامن لنجدة أشقائنا في البحرين، بينما الملايين من شعبنا يعيشون تحت خط الفقر، ومع احترامي للسيد نوري المالكي الذي يصرّ دوماً على أن يرفع لواء الدفاع عن البحرين واليمن، فيما ينسى أنّ هناك فقراً وعوزاً في العراق وأنّ هناك عوائل تنام تحت سقوف من الصفيح، وأنّ إرادة الناس مستلبة وأنّ البلاد على شفا هاوية بسبب الإصرار على أن يظلّ فالح الفياض نائماً على أنفاس العراقيين.
لقد مارست الحكومة وأجهزتها الأمنية أبشع وسائل القمع ضد التظاهرات في البصرة، واستخدمت كلّ أشكال الترهيب لكي ينسى أهالي البصرة أنّ لهم حقوقاً في رقاب المسؤولين، في الوقت هناك من يعلن أن هناك مؤامرات خارجية وداخلية جاهزة للتنفيذ من خلال هذه التظاهرات، وأن مخططات لزعزعة الاستقرار وتقسيم البلاد ستكون في انتظار من يخرجون ليهتفوا ضدّ الفساد والمفسدين.
وقبل أن يحاول البعض تفسير الموضوع باتجاهات أخرى فإنني مع الشعب البحريني في مطالبه العادلة في إقامة نظام دستوري، ومع الشعب اليمني في حقه بتقرير مصيره ومع انتفاضات الشعوب العربية التي ظلت تعاني من ظلم سلطة الزعيم الأوحد مثلما يحدث في السودان الآن. والغريب أن معظم مسؤولينا لم يتعاطف مع متظاهري السودان لأنهم ليسوا من”جماعتنا”!
كنت أتمنى لو أنّ المؤتمر الذي رعاه السيد نوري المالكي قد توجّه بخطبه وشعاراته من أجل نصرة أهالي الأحياء الفقيرة في البصرة وميسان ونينوى وصلاح الدين وبابل والنجف، ولكنها الكوميديا التي يتحفنا بها البعض دوماً، وهي كوميديا تتحول إلى كارثة في أحيان كثيرة، لكنها في النهاية مضحكة حتى ولو كانت سوداء.، كنت أتمنى أن يعرف السيد نوري المالكي وهو يلقي معلقته في مؤتمر نصرة البحرين أنّ في العراق عوائل لا تحصل في اليوم على أكثر من دولارين، هؤلاء الفقراء تظاهروا ويتظاهرون ولكن ما من مجيب.
إنّ البعض من سياسيينا يحاول بشتى السبل أن يتقرب من شعب البحرين لأنه يستحق المساعدة، ولأنه ثار بوجه حكامه، لكنهم وللأسف فإنهم يغضّون الطرف عن مطالبات العراقيين بالعدالة الاجتماعية، وتراهم يسخرون من تظاهرات البصرة، فهم يملأون الفضائيات صخبا وضجيجا دفاعا عن حق الشعوب بالتظاهر والاعتصام، وبالمقابل يلعنون العراقيين لأنهم يرفعون شعار انقذونا قبل خراب البصرة.
يُعيد المالكي حديث الفشل عن المعركة التي يجب ان نخوضها على تخوم مدينة المنامة البحرينية، لا يسأله أحدٌ ماذا فعلت بـ 700 مليار دولار، والعراق في قائمة الدول الاكثر فقراً وخراباً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram