علي حسين
يريد منّا مفتي الديار العراقية"مهدي الصميدعي"أن نؤيد فتواه"الداعشية"بعدم تهنئة المسيحيين العراقيين في أعيادهم، لأنّ هذا"حرامس"، والذين يرفضون هذه الفتوى"التكفيرية، فهم في عرف"الصميدعي"يريدون أن يغطّوا على زيارة ترامب واختراقه السيادة العراقية التي ضحى الصميدعي من أجل الحفاظ عليها، وينسى الصميدعي أو يريد أن يتناسى اللقاءات التي كانت تجمعه بالمسؤولين الأميركان،"وإن كنتِ ناسي فأن موقع اليوتيوب يفكّرك"، إذن على العراقيين جميعاً إلّا أن يسمعوا ويطيعوا، فقد تصوّرَ"روزخونيّة"دار الإفتاء والوقف الشيعي، أنّ العراقيين مجموعة من السبايا والعبيد في مملكتهم، ليس مطلوباً منهم سوى الاستماع إلى التعليمات الداعشية لـ"المفتي"مهدي الصميدعي وتنفيذ ما يأمر به"رجل البرّ والإحسان"رئيس الوقف الشيعي الذي يرفض الحضور أمام البرلمان بعد أن اتُّهم بملفات فساد، فهو أكبر من المؤسسة التشريعية، ولأنه سبق أن وصف المسيحيين بالكفار وطلب منّا أن نأخذ منهم الجزية وإن رفضوا فلا حلّ سوى جزّ الرؤوس، فرئيس الوقف الشيعي لايزال يعتقد أنّ حدّ السيف هو الذي يجب أن يكون في مواجهة أبناء الديانات الأخرى وبمواجهة كل عراقي يريد أن يفرح ويغني، فنحن في إمارة السيد صدر الدين القبانجي، الذي اختفى في ظروف غامضة، لكنه عاد والحمد لله ليخبرنا أنّ الغناء والموسيقى والفرح والضحك حرام، أما سرقة المال العام والاستيلاء على ممتلكات الدولة وتزوير الشهادات والمحسوبية والانتهازية فهي أمور بسيطة مادام مرتكبوها"مؤمنين ومن"جماعتنا.
خطباء"داعش"لايريدون أن يقتنعوا بأنّ تغيّراً قد حصل في العراق، وأن تضحيات العراقيين وحربهم ضد الأفكار التكفيرية ستزيل كلّ فتاوى داعشية ضد إخوان لنا في هذا الوطن.
ما حدث خلال اليومين الماضيين يفضح مخططات البعض من شيوخ الفتنة، ويثبت للجميع أنّ هناك من لايريد للدولة أن تسعى إلى إقرار قوانين تصب في خدمة المواطن، وإنما خطتهم الأساسية تحويل العراق الى إمارة يحكمونها بصولجان الحشمة وسياط الاستبداد، يريدونها إمارة شبيهة بإمارة طالبان.
دعوني أسأل شيوخنا"الأفاضل، ما هي الرسالة التي يريدون أن يوصلوها لأهالي برطلة وبعشيقة ومسيحيي الموصل، الذين تعرضوا للقتل والسبي تحت راية داعش؟!