علي حسين
عندما يقرر البعض أن يبيح لنفسة نهب المال العام وقتل الناس على الشبهة ، عندما تزول حرمة الحياة والوطن فأية حرمات تتبقى؟ لذلك يتحوّل كل شيء إلى عبث وعجز ، وأتمنى ألّا يسخر مني البعض ويقول " يارجل " صدّعت رؤوسنا بجماعتك العابثين ، بينما نحن نعيش عبثاً من نوع لم يخطر على بال حتى فيلسوف العبث البير كامو ، فعندما نضع على كرسي وزارة التربية من ينتمي الى أفكار داعش ، كيف سينظر الناس إلى قولك إننا بحاجة الى بناء جيل جديد ، هذا الجيل الذي تناوب على افتراس عقله شخصيات من أمثال خضير الخزاعي ومحمد تميم ومحمد إقبال وبعدهم الوزيرة التي رفع معظم أفراد عائلتها راية داعش في الموصل ، عندما تُسلّم وزارة التربية الى أحزاب دينية لاتؤمن بالدولة المدنية ، وتصرعلى نشر التفرقة ، وإجبار طالبات الابتدائية على ارتداء الحجاب ، كيف سيصغي الناس الى منهاج رئيس الوزراء الذي بشرنا فيه بأننا سنضاهي الامم المتطورة في مجال التعليم والتربية ؟!
عندما يعتقد مهدي الصميدعي ، أن عنترياته عن طرد ترامب يمكن لها أن تغفر له " سقطته " تجاة أشقائنا المسيحيين ، فإن هناك حتما اتفاقاً بين الجميع على أن يبقى الجهل مخيماً على هذه البلاد ، وبدلاً من أن يخجل مفتي الديار ويتوارى عن الأنظار ، نجده يتسابق على الفضائيات ، يرفع شعار " سيادة العراق خط أحمر " ، هل المطلوب منّا أن نصفق له ، أم نذكّره أنّ الانبار عندما سقطت في قبضة داعش ، لم تحررها خطبه وقرارات مجلس الانبار التي تريد أن تحول المحافظة الى ولاية من ولايات طالبان ، وإنما سواعد العراقيين
الذين أرادوا لهذه البلاد أن تنظر الى المستقبل بأمل ، وأن يعمّ السلام والفرح على أرضها ، وأن نعيش مرفوعي الرأس بين شعوب العالم ، لا أن يحكمنا ساسة يعيشون في زمن القرون الوسطى .
أثقلت صفحات " الكوميديا " في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم في مجالس سياسيينا حول ، " السيادة وأخواتها " ، وقطع انف ترامب والله العظيم يا جماعة " مهزلة " ، عليكم أن تخجلوا ، تتنافسون باسم السيادة على نهب ثروات البلاد والعبث بأمنه ، وكأنّ خراب البصرة لا يمس السيادة ، وفيتو ايران على كرسي وزارة الداخلية لا علاقة له بالأمن الوطني ، وعندما يتقلب ساستنا " الاشاوس " ساعة يقدمون الولاء لطهران، وفي اخرى يحاولون أن ينالوا بركة السلطان اردوغان ، فان السيدة محفوظة حتماً !