علي حسين
لا يهمّ كم مرّة يقرأ الواحد منّا تحفة ابن خلدون التي أسماها"المقدمة"، ولا من أين نبدأ، ولا كمّ المعلومات التي ستتجمع لدينا، فالخلاصة واحدة: كتاب لكلّ العصور!.
أرجو أن يسمح وقتكم المزدحم بمتابعة المعركة بين عادل عبد المهدي وحيدر العبادي على قصور المنطقة الخضراء، ومشاهدة فديوهات الشيخ حسن الزاملي الذي يعاني من الصداع بسبب المدعو بابا نويل الذي يضحك علينا بلباسه الأحمر ولحيته البيضاء، والجميل أنّ الزاملي اكتشف أنّ بابا نؤيل المجرم نشر السفاح والرذيلة في العراق، وهو يعتقد أنّ المسيحييين العراقيين يريدون إنشاء دولة"نصرانية"في العراق ومنع الشيخ الزاملي من مواصلة أبحاثة"الذريّة"، أن تتصفحوا مقدمة ابن خلدون، ربما لتكتشفوا أن مهمة السياسي هي أن"لا يسخر من الناس، ويجعل مقاديرهم طوع رغباته وشهواته"
حين كتب ابن خلدون مقدمته، أراد أن يقف بوجه مظاهر التخلف التي تحيط بالمسؤول، ألم يحذرنا من أن عدم الكفاءة واللامبالاة عندما يتّحدان في صاحب المسؤولية، فإن هذا دليل على انهيار البلدان؟! لا أظن أنكم تختلفون معي أن جزءاً من مشاكلنا اليوم سببه الجهل الذي يقف حائلا دون السير في بناء دولة عصرية.. ما الذي يجعلنا نفعل ذلك؟ لا أريد الجواب ولكن أدعوكم لقراءة ما نشر اليوم في قضية القوات الاميركية، حيث أخبرتنا اللجنة الأمنية في برلماننا"العتيد"انها تتجرّع حبوب الشجاعة الآن، ولهذا قررت أن تطرد القوات الاميركية من العراق، وأن تعاقب ترامب بأن تمنعه من دخول العراق! كلام جميل.. ولكن ياسادة ماذا عن القوات التركية التي لاتزال تسرح وتمرح في بعض مناطق العراق ولايزال السلطان أردوغان يخبرنا أنّ قواته، لن تخرج قبل تنفيذ مهمّاتها، ولم يخبرنا حتى هذه اللحظة : ما هي هذه المهام، تتذكرون آنذاك بشرنا السيد إبراهيم الجعفري الذي نفتقد خطاباته السنسكريتية هذه الأيام، بانسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية، لأنها احترمت سيادة العراق!
اعذروني،لأنني أُكرر اعيد عليكم هذه القصة، فقد تذكرت ويا لسوء ذاكرتي ان لجنة الأمن النيابية اخبرتنا انذاك أنّ هناك اتفاقية مع تركيا تسمح بتوغّل القوات، وبعد أيام حتما ستخبرنا اللجنة نفسها انها أخطأت، لان هناك اتفاقية مع امريكا تسمح لترامب ان يسرح ويمرح، اسوة بقادة"أحبة"من طهران يعتقدون اننا محافظة ايرانية.
السؤال هنا: إذا كان البرلمان جادا في عمله، لماذا لايناقش قوانين تهم المواطن العراقي، بدلا من معارك الفراغ هذه.