TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: معارك الفراغ البرلماني

العمود الثامن: معارك الفراغ البرلماني

نشر في: 1 يناير, 2019: 09:07 م

 علي حسين

لا يهمّ كم مرّة يقرأ الواحد منّا تحفة ابن خلدون التي أسماها"المقدمة"، ولا من أين نبدأ، ولا كمّ المعلومات التي ستتجمع لدينا، فالخلاصة واحدة: كتاب لكلّ العصور!.
أرجو أن يسمح وقتكم المزدحم بمتابعة المعركة بين عادل عبد المهدي وحيدر العبادي على قصور المنطقة الخضراء، ومشاهدة فديوهات الشيخ حسن الزاملي الذي يعاني من الصداع بسبب المدعو بابا نويل الذي يضحك علينا بلباسه الأحمر ولحيته البيضاء، والجميل أنّ الزاملي اكتشف أنّ بابا نؤيل المجرم نشر السفاح والرذيلة في العراق، وهو يعتقد أنّ المسيحييين العراقيين يريدون إنشاء دولة"نصرانية"في العراق ومنع الشيخ الزاملي من مواصلة أبحاثة"الذريّة"، أن تتصفحوا مقدمة ابن خلدون، ربما لتكتشفوا أن مهمة السياسي هي أن"لا يسخر من الناس، ويجعل مقاديرهم طوع رغباته وشهواته"
حين كتب ابن خلدون مقدمته، أراد أن يقف بوجه مظاهر التخلف التي تحيط بالمسؤول، ألم يحذرنا من أن عدم الكفاءة واللامبالاة عندما يتّحدان في صاحب المسؤولية، فإن هذا دليل على انهيار البلدان؟! لا أظن أنكم تختلفون معي أن جزءاً من مشاكلنا اليوم سببه الجهل الذي يقف حائلا دون السير في بناء دولة عصرية.. ما الذي يجعلنا نفعل ذلك؟ لا أريد الجواب ولكن أدعوكم لقراءة ما نشر اليوم في قضية القوات الاميركية، حيث أخبرتنا اللجنة الأمنية في برلماننا"العتيد"انها تتجرّع حبوب الشجاعة الآن، ولهذا قررت أن تطرد القوات الاميركية من العراق، وأن تعاقب ترامب بأن تمنعه من دخول العراق! كلام جميل.. ولكن ياسادة ماذا عن القوات التركية التي لاتزال تسرح وتمرح في بعض مناطق العراق ولايزال السلطان أردوغان يخبرنا أنّ قواته، لن تخرج قبل تنفيذ مهمّاتها، ولم يخبرنا حتى هذه اللحظة : ما هي هذه المهام، تتذكرون آنذاك بشرنا السيد إبراهيم الجعفري الذي نفتقد خطاباته السنسكريتية هذه الأيام، بانسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية، لأنها احترمت سيادة العراق!
اعذروني،لأنني أُكرر اعيد عليكم هذه القصة، فقد تذكرت ويا لسوء ذاكرتي ان لجنة الأمن النيابية اخبرتنا انذاك أنّ هناك اتفاقية مع تركيا تسمح بتوغّل القوات، وبعد أيام حتما ستخبرنا اللجنة نفسها انها أخطأت، لان هناك اتفاقية مع امريكا تسمح لترامب ان يسرح ويمرح، اسوة بقادة"أحبة"من طهران يعتقدون اننا محافظة ايرانية.
السؤال هنا: إذا كان البرلمان جادا في عمله، لماذا لايناقش قوانين تهم المواطن العراقي، بدلا من معارك الفراغ هذه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram