علي حسين
حمل الفيسبوك إلى "جنابي" خلال اليومين الماضيين جملة من التعليقات والمناوشات مصحوبة بفواصل من الشتائم، من الجيش الإلكتروني الذي شكّله تيار الحكمة مشكوراً لإسكات كلّ من تسوّل له نفسه الاقتراب من فلاع تيار الحكمة الحصينة، بهكذا"ذباب"تسعى قناة الفرات ومعها موقعها الإلكتروني لإسكات الأصوات التي تعترض على ما جرى في البصرة، ولم تكتف بذلك بل إنها تمادت ولفقت أخباراً مضحكة، وبصراحة قبل وصلة الشتائم التي أطلقها الذباب الإلكتروني الخاص بتيار الحكمة هذه كنت أنوي الكتابة عن مهزلة وزارة التربية التي ملأت بعض صفحاتها بحشو يهاجم المدنية والأفكار اللبيرالية وكل ما يتعلق بالتقدم، لأن القائمين على التربية حالهم حال تيار الحكمة يستعيذون بالشيطان من سماع كلمة"دولة مدنية".
عندما يحاول تيار سياسي أن يضحك على الناس ويُصرّ على أنّ من سرق العراق خلال الأربعة عشر عاماً الماضية هم العلمانيون والمدنيون، فإنه بالتأكيد يعاني من عطب في ذاكرته، لكي يتوهم أن الحكومات التي تشكلت منذ عام 2005 وإلى الآن تابعة لمؤسسة المدى، وإن ماجد النصراوي كان عضواً في هيئة تحرير صحيفة المدى!.
في كل صباح يضحك ساستنا من القلب عندما يسخر مواطن من الديمقراطية. ويعتبرون الاقتراب من قلاعهم جرماً لايغتقر بحق هذه الديمقراطية التي أشاد بها العالم من شماله الى جنوبه، كل شيء في هذه البلاد مقدس، والناس تعيش بسعادة في ظل هذا المسؤول المقدس، وكل كلمة نقد هي إساءة لهذا المقدس. لماذا؟ لأنه فوق المحاسبة.
بالأمس غضب تيار الحكمة، لأنّ هناك أقاويل وأحاديث عن محاولة تبييض صفحة ماجد النصراوي والسيطرة من جديد على محافظة البصرة، أليس هناك ضرورات لمساءلة سياسي عراقي؟ يجيبنا تيار الحكمة : ممنوع لأنه خط أحمر.لنجد أنفسنا جميعا أمام واقع حال يثبت أنه ليس مسموحاً لأحد بالحديث عن"الرموز السياسية"، في ظل ديمقراطية تعرف كيف تبطش بمن يخرج متظاهراً ليندد بسرّاق البلاد.
ياسادة لا تزال بريطانيا تحاسب توني بلير على مشاركته في الحرب ضدّ العراق، وما زال الرئيس البرازيلي"لولا دا سليفا"الذي حوّل بلاده من دولة نامية الى واحدة من أكبر اقتصاديات العالم، يقضي عقوبة السجن، لأنّ هناك شبهة فساد في المساعدات التي حصل عليها أثناء حملته الانتخابية، وهذه الديمقراطية الحقيقية هي التي جعلت ملك إسبانيا يقدّم شقيقته للقضاء ويسحب منها لقبها الملكي،لأن زوجها متهم بقضايا فساد!.