TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: فضائح دولة القانون

العمود الثامن: فضائح دولة القانون

نشر في: 8 يناير, 2019: 09:04 م

 علي حسين

كان ساخر بريطانيا الأشهر جورج برنادشو مغرماً بإحدى قريباته، لكنها لم تبادله الحب، ويقال إن جميع النساء اللواتي أحبهنّ كنّ من النوع الذي لا يطيق شيئين، سخريته الحادة، وهيئته الرثة.كان برنادشو في السبعين من عمره، عندما كتب يسخر من ونستون تشرشل الذي قدم قانوناً للبرلمان يمنح مكافآت وإعفاءات ضريبية، لكلّ بريطاني يغسل واجهة بيته، وكان عنوان المقال : مَن ينظف سواد القلوب ياعزيزي؟
أمضى السيد نوري المالكي ثماني سنوات قابضاً على كرسي رئاسة الوزراء وهو يعلن للعالم نظرية جديدة خلاصتها :”إن الديموقراطية لا تعني محاسبة الفاسد والسارق”، أرجو ألا يظنّ أحد أنني أحاول أن أعود في كل مرة الى سيرة”باني الديمقراطية العراقية الحديثة”وأنّ جعبتي خلت من الحكايات، إلا حكاية ائتلاف دولة القانون، ولكنني أيها السادة أحاول القول إن لا شيء يحمي الدول من الخراب، سوى سياسيين صادقين، في الاعتراف بالخطأ، وإلا ما معنى أن يخبرنا ائتلاف دولة القانون أنّ سبب مشاكلنا هو عدم تطبيق اتفاقية انسحاب القوات الاميركية! ممنونين منكم ياسادة..ولكن ألم تقرأوا الصحف أو تشاهدوا الفضائيات كيف أخبرتنا الإدارة الأميركية أيام أوباما وبالتحديد عام 2014 أن السيد نوري المالكي طلب عودة القوات الأميركية للمساعدة في طرد داعش من الموصل.. وإذا عجزتم من البحث عن الخبر أُحيلكم الى تصريح سفير العراق السابق في واشنطن لقمان الفيلي الذي قال قبل أشهر بأنّ المالكي طلب عودة القوات الاميركية بعد أحداث الموصل!
في كلّ يوم أُواجَهُ بهذا السؤال الأزلي : لماذا تكتب عن فلان وتستثني”علان"، لماذا تناصب النائبة”الشجاعة”عالية نصيف العداء فيما تغضّ الطرف عن نائب آخر؟!..ماذا نكتب ياسادة في بلد يرفع سيف”الجهاد”في وجه من يتحدث بالدولة المدنية ويعتبره فاسقاً ومنحلّاً.
تطلّعَ المواطن العراقي حوله، فرأى كيف مُرِّرت القوانين والمشاريع والتعيينات، وكيف يراد وضع”الفيّاض”الخطأ في المكان الخطأ، وشعر بأن الدولة سوف تنهار، ليس في الخلاف على خدمة البلاد، بل في النزاع على الحصص والامتيازات.
نتمنى على السادة في ائتلاف دولة القانون بدلاً من الحديث”الثوري”عن السيادة وقطع أنف ترامب”المسكين”أن يصارحونا بأسماء الفاسدين والسرّاق. ويخبرونا، بصراحة، من هم الذين لطشوا أموال الكهرباء، والفائض من الموازنات، وأين ذهبت دولارات الصفقة الروسيّة، وماذا عن الذين يُديرون الآن عشرات المليارات من أموال العراق المسروقة في مشاريع تجاريّة وصفقات سياسيّة؟!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram