محمد حمدي
يجمع أعضاء وفدنا المتواجد في الإمارات حالياً وأولهم المدرب السلوفيني كاتانيتش على أن مباراة منتخبنا الوطني التي كسب بها فيتنام بثلاثة اهداف لهدفين في افتتاح مشواره في البطولة يجب أن تُدرج في طيّ النسيان، المهم هو رصيد ثلاث نقاط غاية في الأهمية!
الحقيقة إن هذا الطرح يتسم بالواقعية فيما لو كانت المباراة طبيعية بلا أخطاء مشخّصة حتى من أبسط المتابعين ولعاً بتفاصيل كرة القدم، ولكن المنطق يقول خلاف ذلك لأنه فوز بشق الأنفس كاد أن يُكلفنا الكثير كما هو معروف في مباراة حفلت بالاخطاء من ضربة البداية وصولاً الى الدقيقة الأخيرة منها.
إن تناسي المباراة دون الاستفادة منها وما حفلت به من مطبّات أمر لا يمكن القبول به إطلاقاً، والحديث لا يمسّ المدرب والمنتخب فقط، بل يتعدّى ذلك الى لغة التصريح والخطاب الإعلامي الخاص الذي أقل ما يقال عنه إنه يستهين بايصال الآراء والتعامل مع المستشارين والإعلام الرياضي الى أبعد الحدود، فمع تكرار حديث المدرب كاتانيتش بأنه قليل الخبرة والمعرفة باللاعبين العراقيين ومازال يحاول فهمهم أكثر، يتوجّب هنا تفعيل دور مجموعة المستشارين ممّن يعتمدهم الاتحاد رسمياً للمساعدة وإبداء المشورة فعلاً وقولاً، وليس مجرد تصريحات خجولة تصدر من المدير الإداري والمدير الإعلامي بأن جميع النصائح والآراء محترمة وتصل الى الكادر التدريبي وتتم مناقشتها، مع إننا نعلم علم اليقين بان المدرب يعيش في صومعة من العزلة ونفور من مجرد سماع الآراء التي نشك إنها تصل إليه حتى من أقرب المدربين المساعدين في فريقه.
ما حصل في مباراتنا مع المنتخب الفيتنامي من متابعة جماهيرية هائلة وتفاعل إعلامي إيجابي ناجح من إعلامنا المحلي يعكس للعالم تفوّقنا في التعامل مع منتخبنا الوطني ومتابعته والتغني بانتصاراته، لذلك كله فإن أية صدمة محتملة لا يمكن تقبّلها كما إننا نحظى بفرصة طيبة للتحليل والتصحيح معاً فالمنتخب هو ليس حكراً على الاتحاد كما يدعون هم قبل غيرهم من أنه منتخب العراق الغالي لشعبه وجماهيره.
لا نعني هنا إننا نريد التدخّل السافر بعمل المدرب المحترف الذي يجيده وقطعاً إنه لا يريد من أي أحد التدخّل فيه طالما أن مسؤولية النتائج هو وحده من يتحمّلها، ولكن الاستشارة والاستماع الى رأي خبير هي وسيلة معرفة يعتمدها حتى أكبر المدربين في العالم ولا ضير أبداً من الاستماع لها فربما أتتْ بفوائد عظيمة.
يقينا إن منتخبنا الوطني بلاعبيه الشباب يملك من الامكانيات والمواهب أكبر بكثير من تلك التي قدّمها في مباراتنا الاولى وربما ظهرت جلياً في مباراة اليمن ومن الممكن أن نعدها سهلة، وإن كان احتمال ان ينتفض المنتخب اليمني لمحو آثار هزيمته الثقيلة أمام إيران بخماسية نظيفة قائماً، ولكن القصد أن تكون المباراة المقبلة جلية للعيان في تصحيح الأخطاء الكبيرة التي وقع بها المدرب كاتانيتش في التشكيلة والخطة ومراكز اللعب وغيرها من الامور التي شخّصت بدقة فائقة من تحليلات المختصين عبر وسائل الإعلام الذين حلّلوا المباراة بتفاصيلها الدقيقة، فسيعنينا جداً كسب المباراة بأكبر فارق من الأهداف، لأن الأهداف قد تكون لها كلمة الفصل في تسيّد المجموعة بحساب وتوقع تعادلنا مع المنتخب الإيراني في المباراة الأخيرة للمجموعة الرابعة.
لنا ثقة مطلقة بامكانيات نجومنا الشباب لتأكيد التفوق والاستفادة من الدرس الفيتنامي في مباراة الافتتاح.