TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: في صراع الحكمة والعصائب

شناشيل: في صراع الحكمة والعصائب

نشر في: 12 يناير, 2019: 08:04 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

ليس من الصحيح التعليق على الصراع الدائرهذه الأيام بين تيار الحكمة وعصائب أهل الحق بالقول:" بأسهم بينهم"، كما كتب البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإذا ما اشتدّ البأس ووقعت الواقعة واستُخدم السلاح الحيّ بين الطرفين، سيكون معظم الضحايا والمتضرّرين من الناس العاديين الذين ليست لهم ناقة ولا جمل في الصراع وتداعياته.
العجيب أن الجماعتين المُسجلتين حزبين سياسيين ولهما ممثلون في البرلمان والحكومة، تعييهما الحيلة في اكتشاف طريق آخر للصراع عبر الحوار السلمي داخل مبنى البرلمان أو خارجه ليُجنّبا نفسيهما السقوط في مهاوي السباب والشتائم التي أطلقت على هامش الصراع، بما لا يليق إلّا بأبناء الشوارع.
إذا ما ركب كلاهما رأسه وقرّر خوض معركة "كسر عظم" ضد الآخر، فمعنى هذا أنّ كلّاً منهما سيخسر من رصيده لدى الناس.. الناس انتخبوا نواب الحكمة والعصائب من أجل أن يحققوا لهم ما يطمحون إليه من حياة آمنة مستقرة وكريمة وليس في سبيل أن يشمّر كلٌّ منهما عن ساعديه وسلاحه ليخوض حرباً داخل المدن المتطلعة الى توفير الخدمات والى مشاريع الإعمار.
التهديد بالمواجهة داخل المدن ليس شطارة. إذا كان لدى الجماعتين فيض في الطاقة يحتاجان الى تصريفه، فليفعلا ذلك بعيداً جداً عن المدن والقرى.... صحارى العراق كثيرة وكبيرة، فليذهبا الى واحدة منها ويرينا شطارتهما.
سيكون منتهى عدم المسؤولية تصعيد الصراع الى مستوى المواجهة المسلحة.. فبأي ذنب سيموت مَنْ يموت ويُجرح مَنْ يُجرح، حتى لو كان شخصاً واحداً في هذا الصراع؟.. الدستور يحرِّم استخدام السلاح خارج مؤسسات الدولة، وقانون الأحزاب كذلك، وأي استعمال للسلاح سيكون انتهاكاً سافراً لأحكام الدستور وقانون الأحزاب، ومن المفترض أن يترتّب على ذلك سحب الترخيص من الحزب مستخدم السلاح.
وبما أن الفريقين المتصارعين كلاهما يلوذان براية الحشد الشعبي لتبرير موقفيهما، فإن المرجعية العليا في النجف، صاحبة مشروع الحشد، يُنتظر منها أن تكون لها كلمة تساهم في نزع الفتيل.
لابد أنّ بين الفريقين شخصيات عاقلة ومسؤولة تُدرك خطورة الانخراط في صراع مسلح بين القوى السياسية في بلد يسعى شعبه إلى التعافي من حقبتي الدكتاتورية والإرهاب الطويلتين .. هذه الشخصيات مُطالبة بأن تتصدّر الواجهة وترفع الكارت الأحمر في وجه قياداتها في سبيل الجنوح الى السلم.
المثقفون في المجتمع العراقي يُمكنهم، بل من واجبهم، فعل الشيء نفسه بالتصدي لمحاولات إشعال نيران الفتنة التي لن ينتفع منها أحد، بل إنّ وبالها وسوء عاقبتها سيطولان الجميع.
العراق ليس ملكاً لحزب بعينه أو مجموعة أحزاب وشعب العراق ليس مشروع وقود لصراعات حزبية .. هذا ما يتعيّن أن يُدركه الجميع ويتصرفوا على وفقه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

 علي حسين ما أن خرج الفريق عبد الوهاب الساعدي ليتحدث إلى احدى القنوات الفضائية ، حتى اطلق بعض " المحلللين " مدفعيته تجاه الرجل ، لصناعة صورة شيطانية له ، الأمر الذي دفع...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

مثلث المشرق: سوريا ومستقبل الأقليات بين لبنان والعراق

سعد سلوم على مدار عقود، انتقلنا من توصيف إلى آخر: من "البلقنة" في سياق الصراعات البلقانية، إلى "لبننة" العراق بعد التغيير السياسي في أعقاب إسقاط نظام صدام حسين، وصولًا إلى الحديث اليوم عن "عرقنة"...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram