TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: علي الشوك..والرئاسات الثلاث

العمود الثامن: علي الشوك..والرئاسات الثلاث

نشر في: 12 يناير, 2019: 09:05 م

 علي حسين

قبل أكثر من عشرة أعوام وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دامع العينين وهو يلقي النظرة على جثمان الاديب الروسي ألكسندر سولجنيتسين، وقبل أشهر قليلات شاهدنا عبر الفضائيات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومعه الحكومة الفرنسية بأكملها، وكذلك الرئيسين السابقين نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند، على رأس عدد كبير من المشيعين الذين ساروا وراء جنازة المطرب الفرنسي شارل أزنافور.. ولأنني مواطن"غشيم"وعلى نياتي، كنت أتصور أن رئيس الجمهورية الذي قضى سنوات طويلة في بريطانيا والذي اصدر بيانا حول ضياع تلفون وزير الثقافة في قطر، سينشر تعزية لكاتب بحجم علي الشوك،، الذي غادرنا في بلاد الغربة يئنّ على بلاد تنكر أبناءها. لكن يبدو إنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فغاب علي الشوك أيضا عن اهتمامات رئيس الوزراء المشغول البال بكرسيّ فالح الفياض، أما رئيس البرلمان فلا أعتقد أنه سمع يوماً باسم علي الشوك، لأنّ بوصلته تتوقف عند"إبداعات"فجر السعيد!
يأخذنا علي الشوك في مذكراته التي صدرت قبل عام للغوص معه في مرحلة مهمة من تاريخنا السياسي والثقافي، بدأت في واحدة من أجمل مناطق بغداد"كرادة مريم"عام 1930، ومرت بمحطات كان فيها مصرّاً على أن يستبدل دراسة الهندسة المعمارية، بالرياضيات التي عشقها وغيّرت مصيره بالكامل ليتّجه إلى مهنة واحدة هي الكتابة :"في يوم من أيام 1947، اتخذتُ قراراً في أن أصبح كاتباً! أما الرياضيات التي كنتُ أدرسها، فستكون نزهتي في حياتي".
في"الكتابة والحياة"نحن أمام شخصية تشبه حكيماً قادماً من زمن مختلف، يخشى على بلاده التي غادرها مجبراً بعد تجربة مريرة مع السجن والتعذيب، ويخفي خشيته بنوبات من الحنين والأسى أحياناً، على زمن جعل من العراق مجرد ذكرى لحلم يريد له البعض أن يمرّ سريعاً.
كان علي الشوك مغرماً بما يقدمه للقراء، سواء في مجال العلوم، أو الرياضيات أو الموسيقى التي يعشقها حدّ الوله، أو الأدب ومغامرات كتابه الكبار.، يعتقد أن الفن والثقافة سيصنعان بلداً يكون ملكاً للجميع، و مجتمعاً آمناً لا تقيد حركته خطب وشعارات ثورية، ولا يحرس استقراره ساسة يتربصون به كل ليلة من على شاشات الفضائيات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram