TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السطور الأخيرة: الروح وما أدراك ؟

السطور الأخيرة: الروح وما أدراك ؟

نشر في: 13 يناير, 2019: 07:22 م

 سلام خياط

—بابا ،، بابا، بابا .
صراخ يائس يطلقه أحد صغاره ، وهو يتبث بثيابه كمن يريد نجدته .. وتمتد يده يريد بها إبعاد الصبي عن ايقاظه .. وتوقظه الحركة من النوم ،،، كان يحلم إذن ، يفتح عينيه ، فيجد نفسه في غرفة بفندق من فنادق القاهرة في مهمة رسمية ، تفصله عن أسرته آلاف الأميال
—اللهم إجعله خيراً .
وتنتهي مهمته في القاهرة ليعود الى بيته وأهله ببغداد .. لتبدأ الأحاديث متصلة:
— الصغير نجح بتفوق ، والصغيرة قلعت أول اسنانها اللبنية . والكبير كاد يغرق في النهر .وكأنما يستفزه الخبر …. كيف ؟؟
— نزل للماء وإبتعد عن الشاطئ.
ويكمل الصبي الحديث —
— ووجدتني استنجد بك واستغيث .. بابا ، بابا . فيهرع نحوي رجل له ملامحك . يغالب الموج كي يصل إلي ، حملني على ظهره ، سابحاً ، والقاني على الجرف .. وسط ضجيج سمعته ولم ار مطلقيه .. فلقد اٌغمي علي وقتذاك
— متى ؟؟ متى حدث ذلك ؟
إنه نفس اليوم . نفس الظهيرة التي راوده الحلم فيها .
بكى وهو يستعيد تفاصيل الواقعة من فم الصبي ..وألقى نظرة بعيدة صفع بها الذين نسوا في خضم تسلط الماديات شيئا إسمه ( الروح ).
****
صورة !
سلمني إياها بتحفظ واضح . — صور شخصية تقتضيها بعض المعاملات — تراجعت بفزع ظاهر وأنا اتطلع إليها ! في العينين حزن دفين سكبته نظرة خرسآء ، على الجبهة والخدين إنتشرت تجاعيد لا حصر لها ولا عد ، الغضون تحت العينين متضخمة ، الشفتين مزمومتين بإصرار كأنما تبوحان برفض عنيد : لا ،لا ،،لا .
الصورة أشبه بأزمة مرسومة بتقاطيع مريعة .
— انها فظيعة يا سيد ،،إنها بلا فن إطلاقا .
— تقصدين إنها بلا رتوش ! لا عليك ، سأخذ لك غيرها لو رغبت .
………إبتسمت وأنا أتسلم الصور الجديدة ، آنفرجت الشفتان كآنما تقولان : نعم ، نعم ، نعم ،إختفت التجاعيد والغضون ، باحت العينان بآبتسامة رضى، وإنتثر على الشعر بعض النور غطى على سيل الشيب ..سألني المصور — كيف وجدتها ..
اجبته ببعض الإمتنان — إنها جيدة .
قال ،، لكن الأولى عكست حقيقتك ،، وهذي أظهرت مقدار فني .
.. تسلمت الصور الجديدة برضى ولسان حالي يتمتم : لست وحدي من تفزعها الحقيقة ،، كل الناس يخافون مواجهة الحقيقة !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

 علي حسين ما أن خرج الفريق عبد الوهاب الساعدي ليتحدث إلى احدى القنوات الفضائية ، حتى اطلق بعض " المحلللين " مدفعيته تجاه الرجل ، لصناعة صورة شيطانية له ، الأمر الذي دفع...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

مثلث المشرق: سوريا ومستقبل الأقليات بين لبنان والعراق

سعد سلوم على مدار عقود، انتقلنا من توصيف إلى آخر: من "البلقنة" في سياق الصراعات البلقانية، إلى "لبننة" العراق بعد التغيير السياسي في أعقاب إسقاط نظام صدام حسين، وصولًا إلى الحديث اليوم عن "عرقنة"...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram