اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: لن تصل الحقيقة !

مجرد كلام: لن تصل الحقيقة !

نشر في: 14 يناير, 2019: 08:36 م

 عدوية الهلالي

في حوار تلفزيوني ساخن ، قال أحد ضيوف برنامج سياسي معروف تعليقاً منه على قضية الاحتقان السياسي بين تيار الحكمة وفصيل عصائب أهل الحق إن مايهم حقاً هو وصول الحقيقة الى الناس ...كنت قد تابعت البرنامج كله من دون أن أصل الى أية حقيقة مقنعة حول سبب اتهام قناة الفرات للعصائب بقتل صاحب مطعم ليمونة أو بث قناة الفرات لتقريرعن قضية تفكيك مصفى بيجي واختفاء معداته ، فضلاً عن عدم وصول الحقيقة الكاملة بشأن اتهام الشيخ الكوراني للسيد عمار الحكيم بقبول تمويل من السعودية ..حلل ضيوف البرنامج الاتهامات بطريقة دفع التهم عن الفريقين لكنهم لم يمنحوا المشاهد أية حقيقة لأنهم إما لايعرفونها أو يحاولون حماية أنفسهم أو أحزابهم من تأثيراتها ..وهكذا ، تواصل القنوات الفضائية الاعتياش على الأزمات العراقية فتستقبل ضيوفاً وتودع غيرهم لكن المشاهد لايخرج من مشاهدة الحوارات السياسية الا بنتيجة واحدة ، وهي إننا أصبحنا من مدمني خلق الأزمات وإزجاء وقت كاف في مناقشتها وتراشق التهم ،وبعد أيام ، نكتشف أن قاتل صاحب المطعم لاعلاقة له بأي تشكيل سياسي كما تقول الجهات الأمنية وسنكتشف تدريجياً إن التهم الأخرى لاوجود لها أيضاً، وسنشاهد أقطاب النزاع وهم يتصافحون ويجلسون معاً ، وتظل الحقيقة غائبة ..
موضوع آخر تحول الى مادة للأختلاف والتناحر وهو انتشار المخدرات في العراق فهنالك من يعلن عن انتشارها بكثرة في العراق ويلقي بالتهمة على دول الجوار في إدخالها الى العراق ثم يخرج لنا من يقول بأنها ليست بهذه الكثرة وإن هذه القضية مبالغ بها وإن الجهة المقصودة لاتتحمل كل المسؤولية في انتشارها ..وأيضاً ، لانخلص من كل الحوارات الدائرة بخصوصها بحقيقة دامغة تشخص لنا المسؤول الحقيقي عن انتشارها بل لانجد من يحاول البحث عن حلول لهذه المشاكل لأنها ستبقى كما اعتدنا مادة دسمة للفضائيات فقط ..
أين نحن من العالم ؟..تساؤل مرير يراود كل من يشعر بمرارة وهو يراقب وضع العراق ..حكومتنا غير مكتملة ..أحزابنا متناحرة ..خدماتنا غائبة ..كل مجالات الحياة تنهار حولنا ونحن نقاوم بإعجوبة لنعيش كالآخرين ..نعمل ونضحك ونحب ونمارس صموداً اعجازياً لنستمر ..ألسنا شعباً يستحق الحياة ؟..نعيش وسط كل هذا الزيف والحقد المتبادل وتغييب الحقائق وخداع المواطن والحرمان من أبسط الحقوق ونحلم بأن نكون كالآخرين ..تخيلوا فقط أن نحظى بحكومة قوية ومسؤولين حريصين على البلد وإعلام نزيه وحياة كريمة ..ألن نصبح أفضل من الآخرين ؟...هذه هي الحقيقة الغائبة إذن ..سنظل نغفو على الكذب ونصحو على الخداع لنبقى كما نحن ..ونرضى بما نحن عليه ..وسيكفينا فخراً فقط إننا قادرون على العيش وسط كل هذا الخراب !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram