TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: هل مِن بديل لـ "العطّ والمطّ" في تشكيل حكومة عبد المهدي؟

شناشيل: هل مِن بديل لـ "العطّ والمطّ" في تشكيل حكومة عبد المهدي؟

نشر في: 14 يناير, 2019: 08:42 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

هل يُدرك السيد عادل عبد المهدي أنّ إطالة أمد تشكيل الحكومة يمثّل إهانة للشعب العراقي بأجمعه؟ .. ومن المفترض أن في الأمر إهانة شخصية له هو أيضاً مادام تعطيل استكمال التشكيل الحكومي مردّه الى موقف قوى تريد فرض وزراء بعينهم لا تقبل بهم قوى أخرى، فيما كان الموقف عند التكليف أنّ أحداً من هذه القوى المختلفة لن يفرض ولن يرفض.
الناس الذين ذهبوا الى مراكز الانتخاب في أيار الماضي واقترعوا لمرشحين دون غيرهم، كانت تحدوهم الرغبة في تشكيل مجلس نواب جديد يؤلّف حكومة جديدة في أسرع وقت كيما ينطلق الاثنان (البرلمان والحكومة الجديدتان) في النهوض بالمهام المنصوص عليها في الدستور: تشريع القوانين ومراقبة أداء السلطة التنفيذية، بالنسبة للبرلمان، وتقديم الخدمات وإدارة المجتمع على نحو حسن، بالنسبة للحكومة.
هذا ا"العطّ والمطّ" في تشكيل الحكومة له نتيجة واحدة هي تعطيل قيام التشكيلة الحكومية الكاملة، وتسميم الأجواء السياسية.. إصرار قوى سياسية معينة ومعها عبد المهدي على فرض أسماء بعينها هي إهانة لكل العراقيين، كما لو أن الأمهات العراقيات لم ينجبن غير هؤلاء الأربعة أو الخمسة ليكونوا الوزراء الذين ينقصهم التشكيل الحكومي، والحال إنّ مثل هؤلاء الأربعة أو الخمسة، بل وأفضل منهم، يوجدون بالعشرات والمئات .. الكفاءة والخبرة والوطنية لا تنحصر في الأربعة أو الخمسة المتمسّك بهم عبد المهدي، ومن خلفه القوى التي تريد فرضهم ولا تقتصر عليهم .
الإهانة طال أمدها ( أكثر من مئة يوم)، والسيد عبد المهدي من واجبه، ومن مصلحته، حسم الأمر.. ليعلن، مثلاً، أن صبره قد نفد، وأنه لن يحتاج الى الوزراء المُختلف عليهم .. الوزارات الشاغرة يُمكن ملؤها بالوكالة، هو شخصياً يتولى إحدى الوزارات، ووزراء آخرون يُكلّفون بالوزارات المتبقية... هو إجراء مؤقت لحين اتفاق القوى السياسية المختلفة في ما بينها على أسماء محددة ترشّحها لهذه الوزارات، مادام السيد عبد المهدي متمسّكاً بعدم الاستفادة من التفويض العلني الذي منحته إياه كل القوى السياسية، الكبيرة والصغيرة، بتشكيل الحكومة دون الرجوع إليها..
قبل عبد المهدي فعلها حيدر العبادي، بإسناد مناصب وزارية بالوكالة مؤقتاً، وقبلهما فعلها نوري المالكي الذي تولّى عدة وزارات بالوكالة كل فترة ولايته الثانية. عبد المهدي إذا ما فعلها لن يكون قد ابتدع بدعة يمكن أن يؤاخذ عليها، بل يكون هو قد أوجد علاجاً مؤقتاً لمشكلة يُمكن لها أن تُحلّ لاحقاً، فلا يظلّ أسيراً لها، مُنشغلاً بها، ومعرَّضاً للابتزاز بسببها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram