adnan.h@almadapaper.net
عدنان حسين
هل يُدرك السيد عادل عبد المهدي أنّ إطالة أمد تشكيل الحكومة يمثّل إهانة للشعب العراقي بأجمعه؟ .. ومن المفترض أن في الأمر إهانة شخصية له هو أيضاً مادام تعطيل استكمال التشكيل الحكومي مردّه الى موقف قوى تريد فرض وزراء بعينهم لا تقبل بهم قوى أخرى، فيما كان الموقف عند التكليف أنّ أحداً من هذه القوى المختلفة لن يفرض ولن يرفض.
الناس الذين ذهبوا الى مراكز الانتخاب في أيار الماضي واقترعوا لمرشحين دون غيرهم، كانت تحدوهم الرغبة في تشكيل مجلس نواب جديد يؤلّف حكومة جديدة في أسرع وقت كيما ينطلق الاثنان (البرلمان والحكومة الجديدتان) في النهوض بالمهام المنصوص عليها في الدستور: تشريع القوانين ومراقبة أداء السلطة التنفيذية، بالنسبة للبرلمان، وتقديم الخدمات وإدارة المجتمع على نحو حسن، بالنسبة للحكومة.
هذا ا"العطّ والمطّ" في تشكيل الحكومة له نتيجة واحدة هي تعطيل قيام التشكيلة الحكومية الكاملة، وتسميم الأجواء السياسية.. إصرار قوى سياسية معينة ومعها عبد المهدي على فرض أسماء بعينها هي إهانة لكل العراقيين، كما لو أن الأمهات العراقيات لم ينجبن غير هؤلاء الأربعة أو الخمسة ليكونوا الوزراء الذين ينقصهم التشكيل الحكومي، والحال إنّ مثل هؤلاء الأربعة أو الخمسة، بل وأفضل منهم، يوجدون بالعشرات والمئات .. الكفاءة والخبرة والوطنية لا تنحصر في الأربعة أو الخمسة المتمسّك بهم عبد المهدي، ومن خلفه القوى التي تريد فرضهم ولا تقتصر عليهم .
الإهانة طال أمدها ( أكثر من مئة يوم)، والسيد عبد المهدي من واجبه، ومن مصلحته، حسم الأمر.. ليعلن، مثلاً، أن صبره قد نفد، وأنه لن يحتاج الى الوزراء المُختلف عليهم .. الوزارات الشاغرة يُمكن ملؤها بالوكالة، هو شخصياً يتولى إحدى الوزارات، ووزراء آخرون يُكلّفون بالوزارات المتبقية... هو إجراء مؤقت لحين اتفاق القوى السياسية المختلفة في ما بينها على أسماء محددة ترشّحها لهذه الوزارات، مادام السيد عبد المهدي متمسّكاً بعدم الاستفادة من التفويض العلني الذي منحته إياه كل القوى السياسية، الكبيرة والصغيرة، بتشكيل الحكومة دون الرجوع إليها..
قبل عبد المهدي فعلها حيدر العبادي، بإسناد مناصب وزارية بالوكالة مؤقتاً، وقبلهما فعلها نوري المالكي الذي تولّى عدة وزارات بالوكالة كل فترة ولايته الثانية. عبد المهدي إذا ما فعلها لن يكون قد ابتدع بدعة يمكن أن يؤاخذ عليها، بل يكون هو قد أوجد علاجاً مؤقتاً لمشكلة يُمكن لها أن تُحلّ لاحقاً، فلا يظلّ أسيراً لها، مُنشغلاً بها، ومعرَّضاً للابتزاز بسببها.