علي حسين
لو راجعتَ مثل جنابي ما جرى في الأشهر الماضية، ستجد أنّ الصراع العبثي يتكرّر بالعبارات ذاتها، وعبر شخصياتٍ بعينها، لا تريد أن تتخلى عن لذة السخرية من الشعب العراقي، فهي لاتزال تجترّ خرافة أن غياب فالح الفياض عن التشكيل الحكومي سيؤدي الى انهيار العراق الجديد.
وكان من الممكن التغاضي عن مهازل من عيّنة أن الفياض استحقاق سياسي، لولا أن هناك من تعامل مع الموضوع بكثيرٍ من الاستخفاف بعقول الناس، وتصوير الأمر وكأنّ حرباً قادمة ستجتاح البلاد لو أن فالح الفياض لم يجلس على كرسي وزارة الداخلية، وإذا كان في استذكار بعض الخطب والعبارات، والتوقف عندها، ما يؤكّد أن الحديث عن الإصلاح وحكومة عابرة للطوائف مجرد شعارات زائفة لم تصمد أمام مشروع تقاسم الكعكة المعمول به منذ خمسة عشر عاما، ولهذا حين يخرج علينا قيادي في بدر شغل منصب وزير وجلس على كرسي البرلمان وأعني به محمد مهدي البياتي وهو يعلن بملء الفم ان”ترشيحنا للفياض فيه كسر عظم”، فمن حقنا ان نسأله أي عظم يريد أن يكسره السيد البياتي، عظم الذين يرفضون تولي الفياض المنصب، ام عظم الشعب الذي لم يخرج الى الشوارع حاملا لاقتات تقول”نموت، نموت ويبقى الفياض”.
هكذا يقدم لنا محمد مهدي البياتي نظرية جديدة عن تشكيل الحكومات، وكان قبل هذا قدم لنا درسا بالوطنية حين جلس مع زملاء له مثل التلاميذ في حضرة السلطان اردوغان. ربما يقول البعض يارجل أنت تعتب على سياسي أطلق الرصاص ذات يوم على عدد من الشباب، لأنهم ضايقوا موكب معاليه، وسيذكرني البعض حتماً بالعبارة”العظيمة التي قالها قبل أشهر :”نختلف في تعريف المستقل، فجميع الناس الذين لم ينضمّوا إلى الاحزاب الحاكمة هم بعثيون”وحين يقول له المذيع،الجميع يؤكد نعم جميع الذين يرفضون الانتماء الى أحزابنا هم بعثيون!.
يا أعزائي أصحاب حكومة كسر العظم العابرة للطوائف نطلب منكم أن تكرّموا هذا الشعب بصمتكم، ورحم الله الراحل أرسطو يوم قال لأحد تلامذته:”إياك أن تستمع إلى قصص الفاشلين”، كان هذا قبل أن تدخل عالية نصيف موسوعة غينيس في التنقل من العراقية الى الوطنية الى البيضاء الى دولة القانون، وأخيراً تحولت الى أيقونة لـ”لتحرير فلسطين”دون أن تخبرنا ما هو نوع اللاصق الذي تستخدمة في الجلوس على كرسيّ البرلمان منذ أكثر من عشر سنوات!.