إياد الصالحي
تستأثر مباراة اليوم أمام المنتخب الإيراني بأهتمام متابعي البطولة باعتبارها المباراة الأبرز بين عملاقي الكرة الآسيوية على صعيد التاريخ والألقاب ونجومهما طوال العقود الماضية، فضلاً عن التنافس المثير الذي جمعهما خلال التصفيات والبطولات القارية والدولية، ويعي أسود الرافدين أهمية الفوز وتصدّر المجموعة وتقديم الأداء اللائق بسمعة المنتخب وسط المنتخبات المشاركة.
لا يخفى على الجميع أن منتخبنا الوطني تمكن من تخفيف حدّة الانتقادات التي واجهها قبيل لقاء فيتنام واليمن في 8 و12 كانون الثاني الجاري بعد أن حوّل مؤشرات التقييم السلبية في بعض المراكز والواجبات الى أداء متوازن بتكتيك مُنتج وفعّال أسفر عن ست نقاط غاية في الأهمية وضعته على خط شروع التنافس مع إيران المتصدّر بفارق ثلاثة أهداف.
إذا ما حكمت الواقعية في ميزان منتخبات المجموعة الرابعة فإن نتيجة مباريات منتخبي العراق وإيران مع فيتنام واليمن لا تمثّل معياراً أساسياً لمنحهما التنافس السهل "مجازاً" لبلوغ الأدوار الصعبة طالما أن شباك الضحيتين مزقتهما ثلاث عشرة كرة مناصفة بين المتصدر والوصيف، ما يعني سهولة العبور الى الدور 16 بعكس بقية المنتخبات باستثناء كوريا الشمالية الذي سجّل أسوأ مشاركة له خلال النسخ الخمس بتلقي حارس مرماه عشرة أهداف (ست منها لقطر)!
لقاء ملعب آل مكتوم اليوم في مدينة دبي سيوجه الانظار الى عناصر القوة والضعف لدى المنتخبين، فلا مجال لإضاعة الفرص أو عدّ الدقائق التسعين مناسبة للترويح بعد ضمان الـتأهل وإدخار جهود اللاعبين المميّزين، فالقتال الكروي يستمر حتى آخر دقيقة من دور المجموعات حتى تثبّت هوية المنتخب بقيادة السلوفيني ستريشكو كاتانيتش الذي لا عُذر له بعد الآن، فقد قرأ أوراق منافسه جيداً وشذّب ملاحظاته الفنية وأوجد الأسلوب الناجع لنجاح الأسود في مهمتهم الآسيوية بعد أن أفلح باستردادهم الثقة أولاً.
كيروش من جانبه، أعرب عن استيائه لدفاع منتخبه خاصة أمام فيتنام برغم انه كسب بهدفين نظيفين، فقد وصف بعض المدافعين مثل (متفرّج أمام شاشة التلفاز) وهو لا يحبّذ رؤية هكذا لاعب بمواجهة العراق، فلا ينفع التقدّم في المباراة والسيطرة على مساحة كبيرة من الملعب وظهرك مكشوفاً للمنافس وربما يهدّدك بأية لحظة نظراً لعدم الانتباه أو ضعف التمركز لاسيما أن لدينا لاعبين حماسيين متحرّكين بذكاء من دون كرة يعرفون طريق المرمى وقادرين على إرباك الخطوط الإيرانية طوال الشوطين.
تبقى مسألة الضغوط التي يتعرّض لها بعض اللاعبين بحاجة الى معالجة هادئة من المدرب مثلما تحيط الهداف مهند علي كاظم اخبار انشغال اندية أوروبية بتألقه ودخوله خيارات إدارة نادي غلاسكو رينجرز وصيف متصدر الدوري الاسكتلندي للمحترفين للموسم الكروي الحالي، وكذلك ورود نبأ عاجل قبل ليلة الثلاثاء بوجود رغبة شديدة من نادٍ تركي للظفر بتوقيع (ميمي) وغيره من الأندية الخليجية التي ترى في موهبته مكسباً كبيراً لتعزيز حظوظها في الدوري للمرحلة الإياب أو المشاركة في البطولات الإقليمية والقارية، إلى ذلك تبدو إدارة الوفد حريصة على عزل جميع اللاعبين عن تلك المؤثرات والتفرّغ للمهمة على أرض الإمارات، فكل ما يتصل بالعقود سيكون تحصيل حاصل العطاء والمثابرة والجدية لما بعد انتهاء البطولة.
صراحة ليس هناك أجمل وأصدق من مشاعر التآزر التي يجب أن تتعمّق في نفوس لاعبي الكرة القدامى لدعم منتخب الوطن ولاعبيه ومدربه، فلاعبي استراليا تيم كاهيل وهاري كيويل وبريت هولمان لحقوا بفريقهم الى ملعب راشد في دبي لرفع معنويات جيل "الكناغر" الجديد بعد أن هزمهم النشامى بهدف في مستهل المنافسة فعدّلوا موقفهم بفوز عريض على فلسطين بالثلاثة، ونتمنى من لاعبي الجيل السابق أن يتسابقوا في مساندة الأسود وتقديم النصح اليهم ولفت انتباههم الى الأخطاء وتقويم المستوى بدلاً من لجوء البعض الى الضرب تحت الحزام نكاية باتحاد الكرة، هذه الصفة المقيتة التي لن نجد مثيلاً لها في بقية المنتخبات!